اعتقد أنه بعد كلمتي الأخ الأمين العام والمجاهد أبو بكر القادري، أصبح من الصعب إضافة كلام كثير عن المجاهد الهاشمي الفيلالي إلا في التفاصيل. وعلى ذلك سأكتفي بذكر ما سمعته على لسان صهري الحاج الطيبي الناصري حيث اخبرني انه قبل انطلاق المقاومة في الدارالبيضاء، كان العمل الوطني مرتبطاً باسمين أساسيين هما الفقيه بوشتى الجامعي والأستاذ الهاشمي الفيلالي رحمهما الله. ولكنني أود أن أقدم شهادة في جانب هام من جهاد الأستاذ الهاشمي تركه عمداً الأساتذة عباس الفاسي وأبو بكر القادري ومحمد بنجلون أندلسي، ليفسحوا المجال للحديث فيه وهو جهاده في القضية الفلسطينية، وسأتحدث عن الرجل وما قدمه حسب معايشتي له، لأنه من المفروض أن يتحدث المؤّبن عما عرضه الراحل لا عن نفسه هو. لقد حدثني الفقيه بوشتى الجامعي انه في عام 1929 وأثناء ثورة (البراق) في فلسطين، قام رجال القرويين وعموم أهل فاس بحملة لجمع التبرعات لصالح المجاهدين في فلسطين، وداهمهم رجال الباشا البغدادي واعتقلوا الفقيه الجامعي، وأفلت الأستاذ الهاشمي يومها بأعجوبة. إذن، جهاد المرحوم الهاشمي من أجل فلسطين عمره قرابة الثمانين سنة. وقد كانت الحركة الوطنية المغربية تعتبر الجهاد من أجل القضايا العربية والاسلامية جزءاً أساسياً من مهامها، واحتلت القضية الفلسطينية صدارة اهتمام الوطنيين المغاربة. لذا كان من الطبيعي أن يكون الأستاذ الهاشمي ملتصقا بالقضية الفلسطينية منذ صباه، وتوطدت هذه الصلة يوما عن يوم، كيف لا وهو قيادي في حزب الاستقلال حزب علال الفاسي الذي كانت جريدته العلم تنشر بلاغات حركة فتح في الوقت الذي كانت مخابرات غالبية الدول العربية تلاحق مجاهدي حركة فتح وتغتالهم. أذكر انه استقبل أول فرقة مسرحية فلسطينية تابعة لحركة فتح أثناء زيارتها للمغرب في شهر مارس 1969، وكان وهو يعانق أعضاء الفرقة يقول لهم (أهلا بمجاهدي فتح) وعندما عدنا إلى الفندق سألني أعضاء الفرقة (هل لفتح تنظيم في المغرب) فقلت لهم: نعم، تنظيم على رأسه علال الفاسي وأبو بكر القادري ومحمد بوستة والهاشمي الفيلالي وكل حزب الاستقلال. وأذكر أنه عند تأسيس فرع الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني في الدارالبيضاء، اختير الأستاذ الهاشمي بالاجماع كاتبا للفرع، وكان بين الحين والآخر يستقبل الأساتذة عبد الكريم بنجلون والفقيه محمد بنعبد الله وأبو بكر القادري وعبد الكريم الخطيب، ليقوموا بجولة على أغنياء الدارالبيضاء ليجمعوا تبرعات للمجاهدين الفلسطينيين. وهنا أسجل أن أغلبية التبرعات المغربية للثورة الفلسطينية جمعت في الدارالبيضاء بجهود المرحومين الهاشمي الفيلالي والحاج شجاع الدين وبوخريص وعمر بنجلون ومصطفى القرشاوي والطاهر وديعة، والأحياء الطاهر غلاب وعبد الحي الشامي وسعد الله صالح أطال الله في عمرهم. تحية لروح الأستاذ الهاشمي الذي ما أحوجنا لأمثاله في هذا الزمن الرديء، وعهد أن نستمر في جهادنا لتحقيق الأهداف التي التقينا معها عليها، وعزاؤنا جميعا بفقدانه الذي شكل خسارة لنا جميعا. وانها لثورة حتى النصر