الطيب حمضي: رغم أهمية هذه الأرقام المغرب ينتظره عمل كبير لرفع معدل حياة الأطفال كشفت أحدث بيانات أصدرتها منظمة "يونيسف" أول أمس الاثنين، أن المغرب فقد خلال سنة 2022 أزيد من 19 ألفًا و575 طفلا. وحسب التحديث الجديد ل"المجموعة الإحصائية لحالة الأطفال الأفارقة 2025"، فقد شهد معدل وفيات الأطفال أقل من سن الخامسة انخفاضًا ملحوظًا في المغرب، إذ تراجع من 81 حالة وفاة لكل ألف مولود حي سنة 1990 إلى 17 حالة فقط في 2022، مع تسجيل 11.189 وفاة خلال السنة نفسها، بينما معدل وفيات الرضع (أقل من سنة)، فقد انخفض بدوره من 64 حالة لكل ألف رضيع عام 1990 إلى 15 حالة سنة 2022. كما تراجع معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة بالمملكة من 37 لكل ألف إلى 11 وفاة، حيث تم تسجيل 6792 وفاة خلال العام نفسه. وبخصوص الفئة العمرية بين 5 و14 سنة، انخفض معدل الوفيات من 9 لكل ألف إلى 5 لكل ألف، مع تسجيل 1594 وفاة سنة 2022. أما معدل ولادة الأجنة المتوفين، فقد تراجع من 21 لكل ألف سنة 2000 إلى 13 لكل ألف في 2021. وتفاعلا مع هذه البيات، قال الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، إن انخفاض الوفيات بالنسبة للرضع أو الولادات لمدة 28 يوما إلى سنة أو الأطفال أقل من خمس سنوات متواصل منذ عقود بالمغرب، ويبين المجهودات الجبارة التي قامت بها وزارة الصحة بخصوص صحة الأطفال، مشيرا إلى أن تراجع وفيات الأطفال مرتبط بتحسن المنظومة الصحية ببلادنا، بما فيها الخدمات الوقاية بمعنى التلقيحات التي ساهمت بشكل كبير في خفض نسبة الوفيات الأطفال والرضع والمواليد، وكذا التكفل العلاجي. وتابع الطيب حمضي، أن حياة الطفل وصحته تبدأ قبل الحمل، إذا كانت الأم مصابة بمرض ما وتأخذ التلقيح والأدوية والعلاجات الضرورية وكذا تتبع الحمل تحت الإشراف الطبي فإن ذلك يعطي حظوظا أكبر في ازدياد طفل يتمتع بصحة جيدة، مشددا على أن الاهتمام بألف يوم من حياة الطفل يبقى جد مهم لصحته. وأوضح الباحث في السياسات والنظم الصحية، أنه رغم أهمية هذه الأرقام فإن المغرب مازال ينتظره عمل كبير في هذا المجال، لأن بلادنا أكثر بخمس مرات من بعض الدول المتقدمة، مما يتطلب تحسن هذه النسبة لرفع معدل الحياة عند الأطفال.