قال وزير الداخلية الموريتاني، محمد ولد أبيليل، إن الحكومة الموريتانية تعمل حاليا على تحديث القوات المسلحة، وقوات الأمن الوطني، من أجل حماية ممتلكات المواطنين، والدفاع عن الحوزة الترابية للوطن، والتصدي لكل أشكال الإرهاب. وأكد ولد أبيليل, في كلمة له بمدينة روصو (جنوبنواكشوط) بمناسبة تخرج دفعة جديدة من ضباط الحرس, على أهمية الأدوار التي يقوم بها قطاع الحرس الوطني في الحفاظ على الأمن الوطني، وحماية الحوزة الترابية. وتأتي تصريحات وزير الداخلية الموريتاني بعد أسابيع من اختطاف ثلاثة إسبان على الطريق الرابط بين العاصمة، نواكشوط، ومدينة نواذيبو الساحلية، وكذا اختطاف إيطاليين اثنين على الحدود مع جمهورية مالي المجاورة. في نفس السياق، دعا عشرات العلماء والأئمة الموريتانيين السلطات الحاكمة إلى الدخول في حوار مع «القاعدة والحركات المتطرفة،» لتجنيب البلاد ويلات الفتنة و وعدم الاستقرار الأمني، كما حدث ببلدان عديدة. جاء ذلك في ختام أول ندوة علمية، استمرت لعدة أيام، بمشاركة أغلب علماء البلد من مختلف التيارات الفكرية والتوجهات السياسية، نظمت بمبادرة من وزارة التوجيه الإسلامي، وافتتحت من قبل الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، وشارك فيها بعض السجناء السابقين، وبعض المحسوبين على «التيار السلفي غير الجهادي». وتأتي الندوة، التي بحثت أسباب وعلاج الغلو والتطرف، بعد أن شهدت البلاد عدة عمليات قتل وعنف استهدفت قتل وخطف رعايا غربيين، وأدت أيضا إلى قتل عشرات الجنود الموريتانيين، كان آخرها خطف خمسة رعايا أوروبيين- ثلاثة أسبان وإيطالييْن- في عمليتين منفصلتين. وتعرض العلماء في بيانهم إلى جملة من «الأضرار الدينية والاجتماعية لظاهرة التطرف والغلو»، من بينها، حسب ما ورد في التقرير، «تكفير المسلم بناء على اجتهاد شخصي ممن لا يملك أهلية الاجتهاد، واستباحة دمه وعرضه وماله، وسوء الظن بالناس والتعصب للرأي ورفض الآخر، والجرأة على العلماء وإهلاك النفس بالضلال».