حديث هذه المرة حول إنتاجات القناتين الأولى والثانية أو بالأحدى مبادراتهما في هذا المجال يخص المسابقات الفنية والأدبية الإبداعية، وكون أن القناة الأولى لايعنيها الأمر في وقت اعفت فيه نفسها من هذه العينة من المسابقات، فالكلام سيخص القناة الثانية وهي صاحبة استديو دوزيم ومسابقة الإبداع الفني للفئات الشابة ثم المسابقة الخاصة بالمقاولات الشابة. وكأني بهذه القناة لا تعترف بإبداعات الفئات العمرية الأخرى من الأطفال ومادون سن 25 سنة، علما بأن فسح المجال للطفولة والمبدعين مافوق 25 سنة ربما يأتي بما هو أروع وأبدع من تلك الابداعات المحصورة عند الشباب ما بين 18 و 25 في وقت يدرك فيه الجميع أن شهية الإبداع ونضجه لاعمر لها وأن الاختمار في شخصية المثقف المنتج لايتم سوى بعد تقدمه في السن، بحكم تراكم تجاربه ورؤيته للأشياء منظور العقل والتجربة والخيال الواسع. فأي مبرر لحرمان المبدعين من هذا الحق في المسابقات الفنية والغنائية والأدبية. وما قيل عن هذه الفئة يقال عن الأطفال الذين يختزنون بدورهم مواهب عدة تحتاج الى مناسبة لإبرازها وتشجيعها. على أن كل هذا لاينسينا التطرق للإبداع الخاص بالأغنية المغربية بصفة خاصة والتي من المفروض أن تكون لها مسابقة سنوية بالقناتين كل حدة لفسح المجال لمبدعيها الكبار من المشاركة بانتاجات غنائية جيدة في زمن تعرف فيه هذه الأغنية ركودا ملوحظا يلقي بظلاله على الملحنين والمطربين وكتاب الكلمات الذين أصبحوا ملزمين إن هم أرادوا إنتاج أغنية ما لابد لهم من الملايين لإيصالها لآذان المستمعين المغاربة. فلماذا لا تكون القناتان صاحبتا مبادرة من خلال مسابقة خاصة بالأغنية بمشاركة الأسماء الكبيرة في الساحة الفنية المغربية، ففي هذا العمل تكسير للصمت والركود الذي تعرفه الأغنية وفي ذات الوقت تخفيف الحمل على مبدعيها الدين أصبحوا عاجزين حاليا عن إنتاجها أمام الاكراهات المادية التي تفوق طاقتهم. إننا بهذا المقترح حول نوعية المسابقات التي تقوم دوزيم بتنظيمها لاتقوض المجهود المبذول لكن ما نلاحظه ومعنا فئة كبيرة من المشاهدين والمبدعين في العديد من المجالات هو ضرورة خلق توازن في هذه المساعدات بمنح كل فئة عمرية الفرصة للتعبير عن إمكاناتها الفنية والأدبية والإبداعية، وتحقيق هذا ليس بالأمر العسير مادام أن القناة الثانية تزخر بالكفاءات التي بمقدورها بلورة هذا الطرح الى واقع يتجسد في مسابقات كما أسلفنا الذكر خاصة بإبداع الأطفال والمبدعين مادون سن 25 سنة تم مسابقة الأغنية المغربية لمبدعيها الكبار الدين يعرف أغلبهم منهم عطالة إجبارية في غياب ظروف العمل الكفيلة بمواصلة مشواره الفني الغنائي.