مستشفى الأمراض النفسية والعقلية جاهز لكنه مغلق في وجه المرضى رغم الاستثمارات الهامة التي وظفتها الدولة في قطاع الصحة في إقليمالقنيطرة وخاصة في عاصمته القنيطرة، والممثلة بصفة خاصة في المستشفى الإقليمي "الزموري" الذي تم افتتاحه في صيف السنة الماضية بهدف تحسين العرض الصحي والرفع من جودته، إلا أن الخدمات في هذا المجال لازالت الى يومنا هذا دون انتظارات الساكنة خاصة الفقيرة وذات الدخل المحدود والتي لا مناص لها من اللجوء الى المؤسسات الصحية العمومية لطلب العلاج. ولا يتعلق المشكل هنا في النقص في الموارد البشرية والتجهيزات وهي معضلة قد تجدها في عديد من المناطق، بل إن الإشكالية تكمن حسب الكثير من المتتبعين في سوء إدارة الإمكانيات المتاحة وعدم المبادرة الى معالجة المشاكل القائمة بالوسائل المتوفرة سواء في مستشفى الإدريسي التي لازال يضم بعض الأقسام أو المستشفى الجديد الزموري، ومن الأمثلة على ذلك افتقار بلوك العمليات لأبسط الوسائل من خيط ومخدر وحتى ورق تخطيط القلب منعدم، وهو ما جعل برنامج وسير العمليات الجراحية متباطئ والمواعيد التي تعطى لطالبي العلاج جد متباعدة، والأدهى من ذلك فقد لوحظ ارتفاعا في حالات التعفنات إثر العمليات الجراحية لسبب بسيط وهو نقص مواد التعقيم، علما أن هذه الوسائل بالإمكان توفيرها من خلال ميزانية المستشفى نفسه الذي يستفيد صندوقه من المداخيل التي يتم تحصيلها من المواطنين مقابل العلاج والدين زادت أعدادهم بعد تقليص أعداد المستفيدين من نظام التأمين الصحي ،ناهيك عن الميزانية التي تحولها الدولة لفائدة المستشفى،اما مختبر التحليلات الذي لازال إلى يومنا هذا بالمستشفى القديم فلا يقل الإهمال فيها عن باقي المرافق الأخرى رغم أهميته القصوى في الكشف عن الأمراض، مركز التشخيص هو أيضا في حالة يرثى لها ويفتقر لأبسط وسائل العمل. التجهيزات والأدوية المستعجلة كحقن مقاومة الآلام والجبس وجهاز قياس التنفس والسكر منعدمة هي أيضا بقسم المستعجلات وهو ما جعل مشاهد المواطنين الدين يفدون عليه طلبا للعلاج سواء في الحالات الحرجة او المصابون في حوادث سير وحالات التسممات والتي تتطلب تدخلات مستعجلة مدعاة للتساؤل عن الأسباب الكامنة وراء ذلك.