أكد الأخ الدكتور نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، أن الرهان على الشباب المؤطر والمؤهل و المتشبع بقيم المواطنة، هو الرأسمال البشري لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة، مشدداً على ضرورة تحرير الطاقات وتعزيز القدرات والكفاءات وتطوير المؤهلات، لتمكين الشباب من الاندماج والتفاعل والتكيف مع التحولات المجتمعية واستثمار كل الإمكانات المتاحة لتسهيل اندماجه في التوجهات الجديدة من المهن المستقبلية. جاء ذلك في خطاب مهم ألقاه الأخ الأمين العام، في افتتاح أشغال المؤتمر الثامن لمنظمة الكشاف المغربي، الذي عقد بمدينة بوزنيقة، تحت شعار عميق الدلالة (الكشفية والتطوع: تجديد للالتزام، ترسيخ للهوية، بناء للمستقبل). وعلى الرغم من أن المناسبة تستحق إيلاءها الاهتمام كله، إلا أن خطاب الأخ الأمين العام كان موجهاً، وبصفة عامة، لجميع الشباب ، لا فرق بين الأسرة الكشفية، وبين عموم الشباب على اختلاف اهتماماتهم وتنوع أنشطتهم وتباين مشاربهم، وذلك انطلاقاً من الشعار المعبر الذي اختارته المنظمة الكشفية بوعي وطني عميق، بحيث جاء موفياً بالقصد، مستوعباً لمتطلبات المرحلة، ومتجاوباً مع رسالة حزب الاستقلال، في الماضي والحاضر والمستقبل. فهو شعار يعكس القيم النبيلة التي تدافع عنها منظمة الكشاف المغربي، ويعزز، وكما قال الأخ نزار بركة، الطابع الأصيل لثقافة العمل التطوعي، باعتبارها عقيدةً راسخةً لدى منظمة مواطنة، منشغلة بقضايا أمتها، متفاعلة دوماً مع همومها وانشغالاتها، مساهمة، من موقعها الكشفي وعملها التطوعي، في نشر قيم التعاون والترابط في المجتمع، وفي بناء الوطن وتنميته وفي خدمة المواطنات والمواطنين وإنصافهم. وإذا كانت بلادنا تعيش اليوم على إيقاع دينامية تنموية موسومة بصحوة اجتماعية غير مسبوقة، يقودها بحكمةٍ وتبصرٍ جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله وأيده، فإن الاستثمار في الشباب، باعتبارهم القوة الناعمة والرأسمال البشري، هو الخيار الأنجع والرهان الرابح دوماً، بقدر ما هو فلسفة العصر والمنهج الذي يتوافق مع تطوراته، ويستجيب لتطلعات الشعوب التي تبحث عن أقوم السبل لبناء حاضرها وصناعة مستقبلها. والمغرب اليوم، وهو يتهيأ لاستقبال حدثين دوليين على قدر كبير من القيمة والأهمية، هما كأس الأمم الأفريقية، في أواخر السنة الحالية وأوائل السنة القادمة وكأس العالم بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال في سنة 2030، يراهن، وبكل ثقة واطمئنان وبكامل الاستعداد ، على شبابه المؤطر والمؤهل والمتشبع بقيم المواطنة وبروح الانتماء وبثقافة البناء الحضاري على أسس الحداثة في جوانبها التي لا تتعارض مع ثوابتنا الروحية والثقافية، ومع خصوصياتنا التاريخية والحضارية. وهو الأمر الذي يعزز ثقة شبابنا الناهض والمتحمس والوثاب، في وطنه الغالي، ويفتح أبواب الأمل لديه في غد أفضل، حسب ما أكد عليه الأخ الأمين العام لحزب الاستقلال في خطابه أمام المؤتمر الثامن لمنظمة الكشاف المغربي. إن الرهان على الشباب هو الكاسب دوماً، والاستثمار في القوى البشرية هو الرابح في كل الأحوال، لدعم التنمية الشاملة المستدامة.