انطلقت فعاليات المؤتمر العام السادس لمنظمة الكشاف المغربي عشية الجمعة 13 مارس بقاعة المهدي بن بركة بالرباط تحت الرئاسة الفعلية للأستاذ عباس الفاسي، وشهد حفل الإفتتاح أجواء حماسية عبرت عن الملحمة الكبيرة التي تجمع بين مختلف فعاليات المنظمة، وتخللته لوحات فنية وعروض جميلة من شباب منظمة الكشاف، تجلى فيها الحس الإبداعي الكبير لتلك البراعم التي تشكل ثروة المستقبل وأساس المجتمع.بعد حفل الافتتاح انتقل المشاركون الذين بلغ عددهم 360 مؤتمر ومؤتمرة يمثلون مختلف جهات المملكة الى مدينة بوزنيقة من أجل اتمام فعاليات المؤتمر السادس التي تواصلت لمدة ثلاثة أيام اختتمت يوم الأحد، كانت مناسبة لاستعراض الإنجازات وتحديات المرحلة، وتحديد معالم استراتيجية العمل للفترة المقبلة. وتميزت الجلسات العامة للمؤتمر بنقاش حضاري لمختلف أطر الكشاف المغربي الذين عبروا عن وعيهم بحسن المواطنة الذي شكل شعار هذا المؤتمر «كشفية مواطنة» بوزنيقة: بدر بن علاش - تصوير حسني اعتبر الأخ الحاج محمد أفيلال القائد العام لمنظمة الكشاف المغربي في كلمة افتتاح المؤتمر آن هذه المحطة هامة وأساسية في مسيرة المنظمة ومناسبة لتقييم وتصحيح عملها التربوي والاشعاعي مواكبة للمستجدات والتطورات الحداثية في ميداني التربية الكشفية وتنمية المجتمع، مستحضرا ان الحركة الكشفية المغربية نشأت في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي، وكان ذلك بمبادرة من الحركة الوطنية التي سعت وقتها إلى تجنيد الشباب وإعدادهم للانخراط في النضال من أجل تحرير البلاد من قبضة الاستعمار، وارساء النظام الملكي الدستوري، وغيورة على مصلحة الوطن وحمايته من الدخول في أي مغامرة يمكن ان تستهدف وحدته او تمس بمقدساته، مؤكد انها ستبقى مهتمة بدور الشباب في بناء مغرب ينعم بالحرية والديمقراطية والتعادلية في كل المجالات. وأبرز الأخ القائد ان منظمة الكشاف المغربي استهدفت غير مامرة بمناورات ملتوية وادعاءات مغرضة من طرف زمرة من الانتهازيين بغية ابعادها عن الخط النضالي الوطني الذي تنهجه، لكن بدون جدوى بسبب وعي وصمود واخلاص اعضائها. وأشار إلى أن عددا من رواد الحركة الكشفية شاركوا في العمل السياسي إذ كانوا حاضرين في عدة ملاحم نضالية هامة من أجل ترسيخ الديمقراطية وذلك في احضان حزب الاستقلال الذي قاد معركة التحرير، مشيرا في هذا السياق إلى استشهاد بطل المقاومة من أجل التحرير محمد الزرقطوني العضو في عشيرة جوالة الحركة الكشفية بالدار البيضاء، كما شارك العديد منهم أيضا في جميع مراحل الاستحقاقات التشريعية التي شاهدتها بلادنا، وكانت النتيجة جد هامة بتمثيل محترم لأطر الكشافة في كل البرلمانات وأضاف الحاج أفيلال ان عددا مهما من اطر المنظمة متواجدون في جميع مؤسسات الحزب على اختلاف انواعها، وحتى على رأس بعض مفتشياته،وهو ما يبعث على الافتخار، ويؤكد ان منظمة الكشاف المغربي تقوم بكامل واجبها إزاء المصلحة العليا للوطن، وما الانتماء الى حزب الاستقلال العتيد الذي يحتضنها ويدعمها بكل الوسائل إلا تعبيرا عن هذا الاختيار، وذكر انه بعد أيام ستحل ذكرى وفاة الزعيم الراحل علال الفاسي قدس الله روحه، وستقوم المنظمة بتنظيم لقاء «الماهد الأكبر» تخليدا لهذا الحدث ووفاء للروح الطاهرة لهذا الرائد الوطني الكبير، واعترافا بكل ما قدمه لها بصفة خاصة طوال حياته من رعاية وتوجيه ومساندة معنوية ومادية. وفي سياق حديث الأخ القائد عن حصيلة العمل التربوي للمنظمة قال إنه يحق لأطرها الافتخار بما تم القيام به بدءا بعملية تأطير فئة الناشئة المغربية وتوجيهها وصقل مواهبها وتكوينها وإعدادها لتكون فيما بعد عناصر مؤهلة عقليا ومعنويا وصحيا وعمليا للقيام بدور فعال في تنمية المجتمع، موضحا ان عددا من فروع المنظمة تساهم محليا في إنجاز ورشات اجتماعية تدخل في إطار المشروع الوطني للتنمية البشرية (INDH)، ومن ناحية أخرى، فإن المنظمة تتوفر حاليا على عدد كبير من الأطر الميدانية، إناثا وذكورا، مؤهلة فكريا وتكوينا للقيام بمسؤولياتها التربوية نحو الناشئة المغربية، إذ يكتسي تكوين الأطر الكشفية بمختلف مراحله ودرجاته التصاعدية والتخصصية العديدة صبغة دولية ويصل إلى أعلى مستويات التأهيل المعترف به عالميا، مشيرا إلى أن عدد منخرطي منظمة يناهز بدون مبالغة ثمانية عشر آلاف (18.000)، صغارا وكبارا، ذكورا وإناثا، ينتمون إلى 16 جهة إدارية بالمغرب لها مكاتبها التسييرية ومفوضيها، وتشتمل في مجموعها على 126 مندوبية وفرع تغطي مجموع التراب الوطني من شماله إلى أقصى جنوبه، كلها تعمل في انضباط تام، زيادة على القيادة العامة للمنظمة المتكونة من 27 عضوا من بينهم قيادات أقسام ومفوضيات تقنية، لكل واحدة منها فرقة وطنية مساعدة لا يقل عدد أفرادها عن 32 عضوا، كهيكلة كبيرة وقوية ونشيطة، قل ما يوجد لها مثيل في جمعيات الشباب الأخرى. وبخصوص إشعاع المنظمة أبرز الأخ القائد انه لا ينحصر في المغرب فحسب، بل يمتد إلى دول المغرب العربي، وإلى الاقليم العربي برمته، وإلى التنظيم الكشفي العالمي، حيث أن الأطر المنظمة وروادها. حضور بارز في مختلف المنتديات والمؤتمرات والمؤسسات الكشفية في الخارج انطلاقا من التواجد في مختلف اللجان التقنية والفرعية للمنظمة الكشفية العربية، كما حظيت بالعضوية، ثم برئاسة اللجنة الكشفية العربية، ورئاسة المؤتمر الكشفي العربي الأخير المنظم بالقاهرة، كما ان من بين أطر المنظمة من هو حاصل على أعلى الأوسمة والقلادات الكشفية العربية والدولية على اختلاف أنواعها.