لفظت أمواج البحر، صباح اليوم الأحد 9 فبراير، حوتًا نافقًا من نوع Cuvier''s beaked whale على شاطئ "ثمشظين" التابع لجماعة الحسيمة. ويبلغ وزن الحوت، وهو من جنس أنثى بالغة، حوالي 2.5 طن، وطوله 5 أمتار، فيما يصل عرضه إلى 2.5 متر. ونظرًا لحجم ووزن الحوت الكبير، لم تفلح محاولات رفعه إلى شاحنة لنقله إلى المطرح العمومي المراقب بأجدير، ما دفع السلطات إلى اتخاذ قرار التخلص منه على الشاطئ.
ويعد هذا النوع، المعروف علميًا باسم Ziphius cavirostris G. Cuvier، ذا قيمة بيولوجية عالية، وهو مدرج ضمن اللائحة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية (IUCN) كأحد الحيتان المهددة بالانقراض. ويعيش عادةً في أعماق البحر، حيث يصل طول الذكور إلى 9.8 أمتار، بينما يبلغ طول الإناث نحو 8.5 أمتار، ويزن في المتوسط حوالي 3 أطنان. ويتغذى هذا الحوت بشكل أساسي على الحبار، إلى جانب بعض الأسماك وسرطان البحر ونجم البحر. وتشير الدراسات إلى أنه قادر على الغوص حتى عمق 2992 مترًا تحت سطح المحيط، والبقاء تحت الماء لمدة تصل إلى 137 دقيقة، ما يجعله صاحب أعمق وأطول غوص مسجل لأي حيوان ثديي على الإطلاق.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل نفوق حوت من هذا النوع بسواحل إقليمالحسيمة، إذ سبق أن لفظ البحر، في مارس 2017، حوتًا نافقًا من نفس الفصيلة على شاطئ "طوريس" التابع لجماعة بني بوفراح، وكان يزن حينها أكثر من 700 كلغ. وتشير الدراسات العلمية إلى أن حيتان كوفييه المنقارية تُعد من أكثر الحيتان انتشارًا في عائلتها، حيث تتواجد في المياه المعتدلة والدافئة في جميع البحار والمحيطات، باستثناء البحر الأسود. وعادةً ما تفضل المياه العميقة، حيث يمكن رصدها في مجموعات صغيرة تتكون من 2 إلى 7 أفراد، وعلى عمق يزيد عن 1000 متر.
وعلى الرغم من أن هذه الحيتان تعيش في أعماق البحر الأبيض المتوسط، خصوصًا بين فرنسا وإسبانيا، إلا أنها نادرًا ما تُشاهد على السواحل الجنوبية للمتوسط. وحسب أبحاث علمية، فإن هذا النوع من الحيتان غالبًا ما يكون ضحية الصيد العرضي والمناورات الحربية والتجارب العسكرية التي تُجرى في البحر المتوسط، حيث تؤدي قوة التفجيرات البحرية إلى صعودها المفاجئ إلى السطح أو جنوحها إلى السواحل البعيدة عن موائلها الطبيعية.