أفاد قيادي عسكري سوري معارض لصحيفة غارديان في مقابلة نشرت الجمعة أن فصائل المعارضة كانت تخطط منذ عام للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وسيطرت هيئة تحرير الشام التي كانت على صلة بالقاعدة على جزء من شمال غرب سوريا منذ فترة طويلة. وقال أبو حسن الحموي، القيادي في هيئة تحرير الشام والقائد السابق لجناحها العسكري، للصحيفة إنه بعد إضعاف الهيئة في عملية عسكرية للقوات الحكومية عام 2019، أدرك الفصيل العسكري أن "المشكلة الأساسية كانت غياب القيادة الموحدة والسيطرة في المعركة". ولتصحيح هذه الأخطاء، بدأت هيئة تحرير الشام العام الماضي بالاستعداد لعملية انتقامية أطلق عليها اسم "ردع العدوان" للإطاحة بالأسد. وعززت الهيئة سيطرتها على فصائل المعارضة في شمال غرب سوريا ودربت قواتها الخاصة وطورت "عقيدة عسكرية شاملة". وبعد ذلك، حاولت هيئة تحرير الشام توحيد المقاتلين المعارضين في جنوبسوريا الذي كان تحت سيطرة الأسد على مدى السنوات الست الماضية، لإنشاء "غرفة حرب موحدة"، وفقا للغارديان. وقد جمعت "غرفة الحرب" قادة 25 فصيلا معارضا بامكانهم توجيه الهجوم ضد الأسد من الجنوب مع تقدم هيئة تحرير الشام من الشمال، ليتم التجمع في العاصمة دمشق، معقل الأسد. وحلت لحظة إطلاق العملية في أواخر نونبر مع تشتت قوى إيران وروسيا الحليفتين لسوريا بسبب نزاعات أخرى. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، نجحت الفصائل في دخول دمشق بعد الاستيلاء على مدن حلب وحماة وحمص في الشمال، ما دفع الأسد إلى الفرار من البلاد وإنهاء خمسة عقود من الحكم الديكتاتوري والعنيف الذي مارسته عائلته. وقال الحموي "كان لدينا اقتناع مدعوم بسابقة تاريخية: إن دمشق لا يمكن أن تسقط حتى تسقط حلب". وأضاف "كانت قوة الثورة السورية متركزة في الشمال، واعتقدنا أنه بمجرد تحرير حلب، يمكننا التحرك جنوبا نحو دمشق". وتضمنت الخطة أيضا تطوير أسلحة أفضل لمواجهة الأسلحة المتطورة التي قدمتها طهران وموسكو للقوات الحكومية. وقال الحموي "كنا بحاجة إلى طائرات مسيرة للاستطلاع وأخرى هجومية وانقضاضية، مع التركيز على المدى والتحمل". وقد بدأ إنتاج الطائرات المسيرة بداية عام 2019. وسمى الحموي طائرة شاهين المسيرة المتفجرة أو "الانتحارية" التي تتميز بدقتها وقوتها. ووفقا لصحيفة غارديان، تم استخدام طائرة "شاهين" لأول مرة ضد قوات الأسد هذا الشهر، ما أدى إلى تعطيل مركبات المدفعية التابعة لها. وهيئة تحرير الشام مصنفة منظمة إرهابية من قبل العديد من القوى الغربية، لكنها سعت إلى طمأنة الأقليات الدينية والحكومات الأخرى منذ وصولها إلى السلطة. وأضاف الحموي "نؤكد أن الأقليات في سوريا جزء من الوطن ولها الحق في ممارسة شعائرها وتعليمها وخدماتها كأي مواطن سوري آخر". وتابع "النظام زرع الانقسام ونحن نحاول قدر الإمكان ردم هذه الانقسامات".