أكدت فصائل المعارضة المسلحة في سوريا، اليوم السبت، أن نظام بشار الأسد قد فقد سيطرته على كامل محافظة درعا في جنوب البلاد، في حين يتواصل زحف القوات المعارضة من الشمال نحو الجنوب، في محاولة للوصول إلى العاصمة دمشق. وتواصل فصائل المعارضة، بشكل أساسي، تقدمها نحو مركز مدينة حمص وسط البلاد، ذات الأهمية الاستراتيجية على الطريق المؤدي إلى العاصمة دمشق. وبحسب الأناضول، تستمر فصائل المعارضة وعلى رأسها « هيئة تحرير الشام » في تقدمها، بعد سيطرتها على حماة، الخميس، وعلى كل من الرستن وتلبيسة التابعتين لمحافظة حمص. من جهة أخرى وجهت الفصائل المعارضة، السبت، إشارات طمأنة إلى الأقليات الدينية التي تقطن في مناطق باتت مؤخرا تحت سيطرتها أو تحاول التقدم إليها، مع تلقي السلطات السورية ضربات موجعة. وقال القيادي العسكري في صفوف الفصائل حسن عبد الغني في منشور على تطبيق تلغرام السبت « بات من الواضح للجميع أن قواتنا أثبتت انضباطها الميداني بتوجيهات وأوامر القيادة، وبات تأمين قرى وبلدات أهلنا في المناطق المحررة حديثا وخاصة من الطوائف المختلفة والأقليات حقيقة وواقعا ». وأضاف « نوصي جميع الطوائف بالاطمئنان ومساندة تحركات الثوار، فإن عهد الطائفية والاستبداد قد زال إلى الأبد ». ومنذ 27 نوفمبر، تشن فصائل مسلحة تقودها هيئة تحرير الشام هجوما غير مسبوق ضد الجيش السوري، بدأته في شمال سوريا. وتمكنت تلك الفصائل من التقدم في محافظتين والسيطرة على مدينتي حلب وحماة وتحاول حاليا التقدم باتجاه مدينة حمص. وتعيش في المناطق التي تقدمت إليها الفصائل أقليات، على غرار طوائف مسيحية في مدينة حلب، واسماعيلية في بلدات في ريف حماة الشرقي. وتضم مدينة حمص أحياء عدة ذات غالبية علوية، نزح عشرات الآلاف من سكانها وفق المرصد مع تقدم الفصائل في ريف حمص. وأثار دخول هيئة تحرير الشام، الفصيل الإسلامي المتشدد، مع حلفائه إلى مدينة حلب قبل أيام قلقا بين المسيحيين. وسارع زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني إلى طمأنة المسيحيين في المدن والبلدات التي تتقدم قواته إليها. وخاطب في بيان نشره حساب قيادة الفصائل على منصة « تلغرام »، المقاتلين بالقول « هدئوا من روع أهلنا من كافة الطوائف ». وخلال سنوات النزاع، قدم الرئيس بشار الأسد نفسه حاميا للأقليات. وتدين شريحة واسعة من الأقليات في سوريا بالولاء لدمشق، وقد طردوا أوهجروا على أيدي مجموعات إسلامية متطرفة خصوصا من مناطق عدة خلال سنوات النزاع الأولى.