تُعتبر مشكلة الإفراط في طلب الفحوصات البيولوجية والإشعاعية غير المبررة تحديًا كبيرًا للأنظمة الصحية عالميًا، بما في ذلك المغرب، خاصة في عصر تعميم التأمين الصحي. هذا السلوك يؤدي إلى تكاليف باهظة تتحملها صناديق التأمين الصحي، ويؤثر سلبًا على فعالية وجودة الرعاية الصحية. لذلك، نستعرض هنا بعض المقاربات لمعالجة هذا الوضع، مع الإشارة إلى تجارب ناجحة في دول يمكن للمغرب الاستفادة منها:
1 تعزيز البروتوكولات والتوجيهات السريرية
وضع توصيات موحدة : يجب أن يعتمد الأطباء على توصيات وطنية أو دولية تحدّ من الفحوصات غير الضرورية.
*في فرنسا: تصدر الهيئة العليا للصحة (HAS) توصيات لتنظيم وصف الفحوصات.
*في المملكة المتحدة: يقدم المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية (NICE) توجيهات واضحة تشمل خوارزميات لتسهيل اتخاذ القرارات السريرية.
2 تدريب وتحسيس الأطباء بوصفاتهم
التدريب المستمر: يجب تنظيم دورات تدريبية دورية للأطباء حول الممارسات الجيدة في وصف الفحوصات وتأثيراتها الاقتصادية.
*في ألمانيا : توجد برامج تعليمية تهدف إلى توعية الأطباء بتكاليف الفحوصات وجدواها السريرية الفعلية.
التدقيق وإرجاع الملاحظات : إجراء تدقيق دوري للوصفات الطبية وإرجاع تقارير للأطباء عن ممارساتهم يساعد في تعزيز سلوكيات عقلانية.
3 استخدام الذكاء الاصطناعي والأدوات الرقمية
دعم القرار السريري (CDS) : دمج برمجيات تدعم الوصفات الطبية وتنبه الأطباء عند طلب فحوصات غير مبررة سريريًا.