من المفروض أن السيد حنين جنيح عضو الاتحاد التونسي لكرة القدم والمدير السابق للمنتخبات الوطنية التونسية، قدم ترشيحه للفوز بمقعد في المكتب التنفيذي للكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم عن منطقة شمال أفريقيا، بعد استشارة الجهة المختصة في الدولة التونسية الشقيقة، لأنه كان مقبلا على شغل منصب يمثل تونس، ولذلك فإن قرار سحب ترشيحه ساعات قليلة قبل نهاية آجال الترشيح، لم يكن قرارا فرديا ولا شخصيا، بل الواضح والمؤكد أن جهة رسمية في الدولة أمرته بالإقدام على هذه الخطوة المثيرة. قرار سحب الترشيح له علاقة بخلفيات أخرى لا علاقة لها بالرياضة ولا بكرة القدم، ويمثل تجسيدا واضحا لمرحلة جديدة في العلاقات التونسيةالجزائرية تستند إلى حسابات خاصة جدا، ويؤكد أن مرشح الجزائر لم يكن ليحصل على مقعد في المكتب التنفيذي للكاف بوجود منافس له، بمعنى أنه لا يمكن أن ينال هذا المنصب إلا في إطار الترشيح الوحيد، لا يحتمل نهائيا المنافسة. ما أقدم عليه مرشح تونس، أو الجهة التي أمرته بالانسحاب أساء بصفة رئيسية إلى تونس التي تقدمت علينا جميعا لفترات طويلة في التمثيلية داخل الكنفدرالية الأفريقية لكرة القدم، وحولت نفسها إلى مجرد وسيلة تحقق بها دولة أخرى رغبتها وتنفذ مخططاتها. أما إذا كان الهدف مما حدث، وهذا الأكثر احتمالا، تطوع تونس للمساهمة في تعبيد الطريق أمام مرشح الجزائر للوصول إلى المكتب التنفيذي للكاف لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة، في إطار تصفية حسابات جزائرية خاصة، فإن الجهة المعنية بتونس في هذه الحالة تكون قد أساءت إلى تاريخ تونس ورجالات ونساء تونس وإلى كبرياء الشعب التونسي الشقيق. نتجنب ترديد ما أصبح متداولا ومعلوما ويمس في العمق بسيادة تونس الشقيقة على قراراتها وعلى استقلالها السياسي والترابي.