تقرير غوتريش السنوي حول الصحراء يسلط الضوء على مسلسل الانتصارات الدبلوماسية للمملكة و يفضح بلاغات البوليساريو الكاذبة شرع أعضاء مجلس الأمن الدولي أول أمس الجمعة في جلسة مغلقة في أولى مشاوراته بشأن الوضع في الصحراء من أصل ثلاث جلسات حددتها الرئاسة السويسرية ضمن البرنامج الشهري لأشغال المجلس , تنعقد آخرها في 30 أكتوبر الجاري من أجل اعتماد قرار جديد يمدد عهدة بعثة المينورسو .
الى ذلك سلط أحدث تقرير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غيتريش بشأن الأوضاع في الصحراء تم تقديمه لمجلس الأمن و الذي يوصي بتمديد ولاية البعثة الأممية حتى 31 أكتوبر 2025 , الضوء على مسلسل الانتصارات الدبلوماسية المغربية خلال السنة الجارية .
و أبرزت مسودة التقرير السنوي شبه النهائي للأمين العام الأممي , دعم فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن، لسيادة المغرب على الصحراء، كما أشار الى افتتاح قنصلية تشاد في الداخلة، مما يُعزز الاعتراف الدولي بالسيادة المغربية على الإقليم.
التقرير استحضر أيضًا جهود المغرب في تعزيز التنمية الاقتصادية، مشيرًا إلى الاستثمارات الكبرى في مجالات الطاقات المتجددة، تطوير البنية التحتية مثل الموانئ والطرق، والأنشطة التجارية و أشار إلى مبادرة جلالة الملك محمد السادس التي تهدف إلى تعزيز وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي عبر البنية التحتية المغربية .
في مقابل ذلك سجل تقرير غيتريش القيود التي فرضتها جبهة البوليساريو على تحركات واتصالات بعثة المينورسو وبدد ضمنيا صدقية و صحة البلاغات الحربية اليومية التي تبثها البوليساريو عن عملياتها العسكرية المزعومة مشيراً إلى أن بعثة المينورسو لا تزال تتلقى معلومات عن إطلاق نار مزعوم من قبل جبهة البوليساريو على وحدات القوات المسلحة الملكية بالقرب من الجدار الرملي أو في محيطه, وأكد أن بعثة المينورسو غير قادرة على تأكيد عدد أو مكان هذه القذائف، و أن القوات المسلحة الملكية المغربية أبلغت ضباط البعثة عن 164 هجومًا، 75% منها تركزت في منطقة المحبس. ومع ذلك، أوضحت فرق المينورسو، بعد زياراتها للمواقع المتأثرة، أن معظم هذه الصواريخ سقطت في مناطق خالية ولم تُسبب أضرارًا تُذكر حيث تناقض هذه الملاحظات المستقلة دعاية البوليساريو التي تدعي حدوث دمار واسع في الجدار الدفاعي المغربي وقواعد عسكرية، بالإضافة إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف القوات المغربية.
تقرير الأمين العام أورد أن ميليشيات البوليساريو سبق واستهدفت المدنيين في مدينة السمارة ومنطقة أوسرد، وأنها رفضت تقديم أي إجابات في هذا الشأن بعد استفسارها، حول هذه الهجمات، من لدن البعثة الأممية.
تعنت البوليساريو ، لم يقف عند هذا الحد، يضيف تقرير أنطونيو غيتريش الذي يسجل أن الجبهة الانفصالية حالت دون زيارة عناصر المينورسو، لمواقع الهجمات، كما جرى منعها من التواصل مع المصابين الذين تدعي أنهم منقبون عن الذهب و يسجل مجددا و على غرار تقرير السنة الماضية أن جبهة البوليساريو لا تزال تقيّد تحركات المينورسو بمسافة 20 كيلومتراً من كل نقطة مراقبة ولا تزال رحلات الاستطلاع بطائرات الهليكوبتر الأممية غير مسموح بها شرق الجدار الرملي منذ نوفمبر 2020 ، وفقاً لما ورد في التقرير .
على صعيد حصيلة العملية السياسية التي ترعاها الأممالمتحدة سجل الأمين العام الأممي عدم إحراز أي تقدم في العملية السياسية على الرغم من الجهود التي يبذلها مبعوثه الشخصي , إذ يرفض المغرب خوض أي مفاوضات خارج إطار مبادرة الحكم الذاتي، مع التأكيد على ضرورة مشاركة الجزائر في هذه المفاوضات فيما الجزائر تصر و تستمر في إنكار تورطها كطرف في النزاع و تتمسك القيادة الانفصالية برفض أي مفاوضات لا تؤدي إلى استفتاء لتقرير المصير.
في جرده للأنشطة العملياتية واللوجستية لبعثة المينورسو أكد غيتريش أن الأخيرة قامت بأكثر من 9 ألاف زيارة في المناطق غرب الجدار الأمني، حيث لم تلاحظ أي تبادل لإطلاق النار، مما يضعف مرة أخرى مزاعم البوليساريو حول حدوث اشتباكات عنيفة , قبل أن يشير التقرير إلى تطور مقلق من خلال تبليغ القوات المسلحة الملكية عن رصدها لطائرات مسيرة معادية، حلّقت فوق مواقعها العسكرية 14 مرة ،و هو ما يؤشر على تزويد الجزائر أو ربما أطراف دولية أخرى للبوليساريو بهذه "الدرونات ".
التقرير سجل أيضا أن رئيس الأركان العسكري للمينورسو قام بثلاث زيارات لنظيره المغربي بالمنطقة الجنوبية في أغادير، بالإضافة إلى سبع اجتماعات أخرى في كلميم، العيون، والداخلة. في المقابل، لم تتمكن بعثة المينورسو حسب المسودة الأممية من عقد أي لقاء مع القيادة العسكرية لجبهة البوليساريو.