وأنا أداري الأرق بتملي أنفاسها المتناثرة في أر جاء الغرفة مثل فراشات عمياء لا تبحث عن مخرج لي ولها ولا تبتغي من بياض الليل أكثر من هسيس أرجواني يعبث بالسكينة ويعيدني إلى نفس العيون التي آوتني قبل قليل ... لكن خليلتي في نومها تهدهد سهادي بأظافرها الناعمة وتضيء غفوي بألف بسمة فأمضي لاحتضان وصية «سعدي» : «حين تنعم بامرأة فلتكن ناعما معها «(٭) وكيف لي غير هذا المهد المخشوشن بصدى الحنين وأرباع تيه واعتكاف ؟ هل أفتح النافذة على أرقي وأرخي بالزهور الموسمية في لجة العدم ثم أدعو فراشاتي العمياء لتنسم ما تبقى من أريجها بعدها أوقد الخليلة أسكب نفسي في نفسها ونحلق معا خارج النوم باتجاه الأرق الشهي ؟ (٭) سعدي يوسف « الأعمال الشعرية» المجلد السادس.ص:104