بحلوها ومرها، بخيرها وشرها، قريبا يودع العالم سنة 2009 التي أقل ما وصفها به المحللون والسياسيون بسنة " الأزمات والخيبات".. خلالها اتسعت الهوة بين الدول واحتقنت الاحقاد، لكن بين الشدة يلوح الرخاء، وبين التأزم ينبلج الانفراج.. تلوح الآمال والانتظارات المعلقة على المولود القادم سنة 2010، التي ستحط رحالها قريبا لتكون مسرحا زمنيا آخر للأحداث ومتنفسا جديدا للشعوب. يعتبرالانتقال من الحادي والثلاثين من ديسمبر إلى الأول من يناير لدى اغلب شعوب العالم بداية عام جديد. ويجتمع الناس في أماكن مختلفة، كل حسب امكانياته ورغباته للاحتفال بهذه المناسبة. ويعتمد توقيت هذا الحدث على التقويم الجريجوري المسيحي، الذي ترسخ في أوروبا في القرن السادس عشر. ولكن رغم انتشار التقويم الميلادي في أنحاء العالم المختلفة، إلا أن التقويم الميلادي ليس التقويم الوحيد، ورأس السنة الميلادية ليست رأس السنة الوحيدة بالنسبة للكثير من المجتمعات. فشهر يناير - شأنه شأن بقية الشهور في التقويم الغربي - من ابتداع الرومان، الذين كانوا أيضا أول من حدد أوله كمطلع للعام الجديد، ولكن دأبت بعد ذلك الشعوب في أوروبا على الاحتفال بالعام الجديد في موسم أكثر منطقية - مع إعادة ميلاد الحياة بعد برد الشتاء، وذلك في مقدم الربيع. ولكن في القرن السادس عشر، وفق البابا جريجوري الثلاثين بين الأشهر الرومانية وأحدث معرفة علمية، وأعاد إرساء الأول من يناير/كانون الثاني على أنه يوم بداية العام الجديد. وفي البلدان الكاثوليكية والبروتستانتية استغرق الأمر أقل بقليل من قرن حتى يتم القبول بالتقويم الجديد بالكامل، بينما لم يتم استقدام العمل بهذا التقويم في روسيا الأرثوذكسية حتى عام 1918. وفي الصين يكون الاحتفال الأهم هو برأس العام الصيني، وربما من المثير للدهشة أن نفس الأمر يحدث في بلدان أخرى غالبية سكانها من غير المسيحيين، مثل اليابان، حيث يعد الاحتفال بالعام الميلادي الجديد من الأحداث البارزة، حيث يتم المزج بينه وبين تقاليد أقدم - كذلك الحال في الهند. وفي بلدان العالم العربي والإسلامي يكون الاحتفال برأس السنة الهجرية، ويمكن لعديد البلدان ان تجمع بين الاحتفالين، أي بالسنة الهجرية وأيضا الميلادية وللرومان الوثنيين في هذا الاحتفال العديد من الاعتقادات ورثتها بعض الشعوب عن الحضارة البابلية القديمة، وترسخت في الأذهان مع الحضارة التنويرية، والناس رغم اختلاف أديانهم وأعراقهم توارثوا اعتقادات ليلة عيد الميلاد. فمن بين هذه الاعتقادات أن الذي يحتسي آخر كأس من قنينة الخمر بعد منتصف ليلة عيد الميلاد فإنه سيكون سعيد الحظ، وإذا كان أعزب فإنه سيكون أول من يتزوج من بين رفاقه في تلك السهرة. ومن الشؤم أن يدخل المرء أي منزل يوم العيد دون أن يكون مصحوبا بهدية، ومن المعتقدات أيضا أن كنس الغبار إلى الخارج يوم رأس السنة كنس للحظ السعيد ، وغسل الثياب والصحون في ذلك اليوم من الشؤم. وفي تقبيل الحبيب أو الحبيبة في منتصف الليل،استمرار المحبة بينهما على امتداد السنة. كما يجب على المحتفلين بالسنة الجديدة مغادرة الحفلة من باب غير الذي دخلوا منه، كما يجب عليهم أن يتركوا الأبواب مفتوحه قبل منتصف الليل حتى تتمكن السنة القديمة من المغادرة على حد اعتقاداتهم.