وزير خارجية فرنسا يجدد دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي ويتطلع إلى كتابة فصل جديد في العلاقات الثنائية للبلدين في خطوة جديدة لقصر الإليزيه نحو الخروج من دائرة التردد والضبابية في تدبير العلاقات الثنائية التاريخية مع المغرب، قال وزير الخارجية الفرنسي الجديد في مقابلة نشرت السبت الماضي إنه سيعمل "شخصيا" على تحقيق التقارب بين فرنسا والمغرب.
ستيفان سيجورني جدد في حوار خص به ثلاث صحف أوروبية دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لحل النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية , مؤكدا أن دعم فرنسا الواضح والمستمر لمقترح الحكم الذاتي حقيقة واقعة منذ عام 2007 ومشيرا إلى أن فرنسا كانت داعمة دائما للقضايا الأكثر حساسية بالنسبة للمغرب مثل النزاع حول الصحراء و أن الوقت قد حان للمضي قدما .
المسؤول الفرنسي الذي كان قبل سنتين فقط موضوع انتقادات مغربية نتيجة صلاته بقرارات صادرة عن البرلمان الأوروبي تخدش سمعة المغرب الحقوقية سطر مسارات واعدة لمستقبل علاقات باريس والرباط مؤكدا أنه سيبذل قصارى جهده في الأسابيع والشهور المقبلة في احترام تام للمغاربة من أجل تحقيق التقارب بين فرنسا والمملكة المغربية، بناء على طلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي طلب منه الاستثمار في العلاقات الفرنسية المغربية بهدف كتابة فصل جديد في العلاقات الثنائية
رئيس الدبلوماسية الفرنسية لمح الى تطور إيجابي قريب في موقف باريس من قضية الصحراء حين أبرز على أن الوقت قد حان للمضي قدمًا في مسار الفصل الجديد من العلاقات الثنائية للبلدين , و هو ما يعتبره المتتبعون تتويجا للعديد من الخطوات الرزينة و المتسمة بالحكمة التي ميزت مواقف و قرارات القيادات السياسية للطرفين بعد أزيد من سنتين من التوتر الدبلوماسي البارد .
ذات النفس الإيجابي المتطلع لمستقبل أفضل كان طبع تصريحات و مواقف عدد من المسؤولين الفرنسييين و منهم سفير فرنسا بالمغرب كريستوفر لوكورتييه الذي كان قبل سنة قد فكك ألغام أبرز ملفات الخلاف الثنائية أن المغرب وتحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يشكل "فرصة بالنسبة لأوروبا وفرنسا على وجه الخصوص (...)، وله رؤية يتم تنفيذها عبر جهود حثيثة وحكامة قائمة "، كما جدد دعم فرنسا لخطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء ولمح الى إمكانية تطور هذا الموقف التاريخي لفرنسا مستقبلا , مشددا على أن باريس ستظل حليفا دائما ومخلصا ومبدعا وديناميكيا لما يقوم به المغرب ويسعى إليه وستواكب الخطوات التالية حتى يمكن مشاركة هذه الخطة دوليًا .
قبل خرجة لوكورتييه الصحفية كان ممثل فرنسا الدائم بالأمم المتحدة قد جدد بدوره ,عقب اعتماد مجلس الأمن الدولي الخريف الماضي للقرار عدد 2703 الذي مدد ولاية بعثة المينورسو الأممية لسنة إضافية و إنتصر مجددا لمبادرة الحكم الذاتي , التذكير بالدعم التاريخي الواضح والمستمر الذي تقدمه فرنسا لمخطط الحكم الذاتي المغربي".
السفير نيكولا دي ريفيير شدد في تفسيره لتصويت بلاده لصالح مسودة القرار الأمريكي التي إعتمدها أعضاء مجلس الأمن الدولي بأغلبية ساحقة , أن "الخطة المغربية مطروحة على الطاولة منذ عام 2007. والآن حان الوقت للمضي قدما و أن فرنسا تشجع جميع الأطراف على الالتزام بحل عملي وواقعي يقوم على التسوية, وتدعم الجهود التي يبذلها المبعوث الشخصي بهدف استئناف اجتماعات المائدة المستديرة "
فهل يحضر قصر الايليزيه رغم العراقيل و المناورات التي تطرحها بشكل مستمر الجزائر , لموقف يتماهى مع نظيره الأمريكي و يعلن صراحة اعتراف فرنسا بشكل رسمي بسيادة المملكة المغربية على أقاليمها الجنوبية المسترجعة .؟
كل المؤشرات السائدة تؤكد هذا المنحى الطبيعي للتطورات والمستجدات الحاصلة على الصعيدين الإقليمي و الجهوي , على الرغم من أن الخطوة الجريئة و المتسمة بالحكمة لفرنسا ستصطدم لا محالة بتعنت و هيجان النظام الجزائري الذي جند إعلامه المسخر للتهجم على تصريح وزير الخارجية الفرنسية ساعات بعد صدورها بالصحافة حيث عنونت الشروق اليومية المقربة من الجنرالات تحليلها ب" وزير خارجية فرنسا يضع العلاقات مع الجزائر على كف عفريت " و كتبت أن ستيفان سيجورني، يعرض العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى مخاطر من شأنها أن تؤدي إلى حصول انتكاسة جديدة ....