إن للتوسع العمراني والديمغرافي المطرد والهجرة القروية المكثفة دور كبير في اختلال ميزان الأمن واستفحال مظاهر الإجرام رغم ما تبذله المصالح الأمنية من مجهودات يومية، حيث انتشرت مع ذلك الأحياء الشعبية وتعددت النقط السوداء واستفحال البناءات العشوائية... مما أصبح يتطلب استراتيجية أمنية مبنية على أسس متينة ومراجعة ظروف رجال الأمن المعيشية وتحسين مدخولهم... ومن بين القضايا الإجرامية التي تم تسجيلها بمدينة وجدة سنة 2009، هناك قضايا الضرب والجرح العمديين بواسطة السلاح الأبيض المفضية إلى الموت، أو بعبارة أخرى جرائم القتل، حيث سجلت المصلحة الولائية للشرطة القضائية في هذا الصدد ستة (6) قضايا، كانت الأولى بتاريخ 6 فبراير 2009، لما طعن متقاعد بصفوف القوات المسلحة الملكية شابا على مستوى قفصه الصدري، بعد أن اعتدى عليه وذلك قرب مقهى المنظر الجميل... وتعود القضية الثانية إلى تاريخ 16 مارس من نفس السنة، لما عُثر على جثة شخص بحي محمد بلخضر بزنقة بني ورياغن، لصاحبها قيد حياته الملقب «حليوة» الذي كان حسب البحث ثملا، حيث كان قد قضى مع أشخاص آخرين ليلة حمراء انتهت بجريمة قتل بواسطة السلاح الأبيض... أما القضية الثالثة فتعود إلى يوم 16 مارس، وقعت ضحيتها المسماة قيد حياتها ه.ب التي تلقت طعنات سكين من طرف زوجها، الذي كان يشك في تصرفاتها وخيانتها له، وفي قضية أخرى سجلت بتاريخ 24 ماي 2009 لما تم الانتقال إلى مستودع الأموات لمعاينة شخص مصاب بطعنة سكين على مستوى ساقه الأيسر أدت إلى وفاته، حيث وقعت أطوار هذه الجريمة بحي النصر كان بطلها المدعو رضوان ذ. الذي كان يجالس الهالك وقت احتساء الخمر، وقد أحيل الجاني على العدالة بتهمة الضرب والجرح العمديين المفضيين إلى الموت... وبتاريخ 2 يوليوز 2009 عاين العناصر الأمنية بقسم المستعجلات شخصا مصابا بجروح خطيرة نتيجة تعرضه للضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض وكان المصاب قد فارق الحياة متأثرا بجروحه، وفي نفس اليوم تم الاهتداء إلى الجاني المدعو «المراكشي» الذي أحيل على العدالة بنفس التهمة السابقة...! وكانت قضية 9 يوليوز 2009 التي وقعت أطوارها خلف الدائرة الأمنية الثامنة للشرطة قد خلفت استياء عاما وسط ساكنة الحي، حيث وأثناء جلسة احتساء الخمر بين مجموعة من الشباب نشب خلاف بين شقيقين وشخص آخر انتهى بموجبه طعنات للأخير والذي فر، ليتدخل شخص آخر انتهى به الأمر إلى تعرضه إلى طعنات سكين حادة أردته قتيلا.. أما بخصوص قضايا الضرب والجرح العمديين بواسطة السلاح الأبيض المفضي إلى عاهة مستديمة ومحاولة القتل، فقد تم تسجيل قضية واحدة خلال صيف 2009، لما تعرضت سيدة إلى ضربات بواسطة عمود خشبي به مسامير أصابها في عينها اليمنى وفتقها تماما، كما تكسرت ذراعها، حيث أحيل الجناة على العدالة. هذا وتم تسجيل قضايا أخرى منها قضية السكر العلني والضرب والجرح والتهديد وبالسلاح الأبيض وعدم الامتثال وإطلاق عيارات نارية بواسطة مسدس بتاريخ 23 ماي 2009 بحي المازوزي، وقضية أخرى تمثلت في تعرض قاصر للاحتجاز والتعذيب وعدم تقديم المساعدة لشخص في خطر...