واشنطن اقترحت «الواقعية» وتعمدت نشر خريطة المغرب كاملة تزامنا مع الزيارة وإحباط في تيندوف وصمت في الجزائر.. ذكرت مصادر إعلامية أن المحادثات التي أجراها السيد جوشوا هاريس، نائب مساعد وزير الخارجية والمكلف بشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الأمريكية مع العديد من قياديي جبهة البوليساريو الانفصالية، وفي مقدمتهم رئيس الجبهة ابراهيم غالي، ركزت على البحث عن صيغة تسوية للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية بعيدا عن المواقف المتشددة لقيادة الجبهة الانفصالية. وكشفت هذه المصادر أن المسؤول الأمريكي اقترح العودة إلى وضعية وقف إطلاق النار واستئناف جلسات الحوار تحت إشراف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد «ديمستورا»، وطالب قيادة الجبهة الانفصالية بموقف " واقعي " لتسهيل مهمة المسؤول الأممي. والواضح أن قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية أصيبت بنكسة وإحباط من زيارة أحد أبرز المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية إلى مخيمات لحمادة، بحيث كانت هذه القيادة تراهن على توظيف هذه الزيارة للترويج لتغيير في موقف إدارة بايدن من قضية الصحراء الذي أعلنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والقول بأن الزيارة تندرج في سياق تجسيد الموقف الأمريكي الجديد الذي يركز على دعم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة. ولم تخف قيادة الجبهة الانفصالية تذمرها وإحباطها من زيارة المسؤول الأمريكي، وتجلى ذلك بوضوح كامل في مضمون البلاغ الذي أصدرته قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية عقب الاجتماع الذي جمع مساعد وزير الخارجية الأمريكي برئيس الجبهة الانفصالية حيث جاء فيه " أما الدخول في متاهة المصطلحات الفضفاضة من قبيل (الواقعية) وغيرها فلن يقود إلا إلى تعميق حالة الجمود وبالتالي تقليص فرص التوصل إلى الحل السلمي الدائم، وزيادة حدة التوتر و عدم الاستقرار في المنطقة " وهذا يعتبر ردا على ما اقترحه المسؤول الأمريكي على قيادة الجبهة. ولم تكتف الإدارة الأمريكية بما نقله المسؤول الأمريكي للقيادة الانفصالية في مخيمات الرابوني، بل تعمدت وزارة الخارجية الامريكية نشر خريطة المغرب كاملة متضمنة للأقاليم الجنوبية المغربية تزامنا مع زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي إلى تلك المخيمات. من جهة أخرى من المفروض أن يكون المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد «ستافان ديمستورا» قد شرع في القيام بجولة جديدة في المنطقة، بدأها يوم أمس من مدينة العيون، حيث يرتقب أن يتضمن برنامج الزيارة هناك لقاءات مع المنتخبين المحليين والجهويين و مع فعاليات حقوقية و مدنية بالمدينة. ومن المرتقب أن ينتقل المسؤول الأممي بعد ذلك إلى مدينة الداخلة المغربية حيث من المتوقع أن يجري اتصالات ممثلة. كما ينتظر أن يجتمع ديمستورا مع مسؤولي بعثة الأممالمتحدة هناك (المينورسو) قبل أن ينتقل إلى الضفة الأخرى، إلى تيندوف والحزائر. والواضح أن الجولة الجديدة للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء تندرج في سياق التحضير لاجتماع مجلس الأمن حول قضية الصحراء المرتقب انعقاده قبل نهاية الشهر القادم، وأن ديمستورا بصدد الإعداد للتقرير الذي سيقدمه الأمين العام للأمم المتحدة خلال هذا الاجتماع حول آخر التطورات المتعلقة بهذا النزاع المفتعل.