تزامنا مع وجود وفد أمريكي رفيع المستوى في مخيمات تيندوف و بداية جولة ديمستورا في المنطقة قتل رطل من مليشيات البوليساريو في مقدمتهم قائد ميداني و سياسي بارز بعد محاولة شنهم هجوما غادرا بالقرب من الجدار الأمني
يبدو أن قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية ، قدرت أن التوقيت مناسب لتحريك مياه النزاع المفتعل في الصحراء المغربية ، من خلال شن هجوم عسكري غادر على القوات المسلحة الملكية في منطقة المحبس المتاخمة للجدار الأمني . و تجلى تقدير قيادة الجبهة الانفصالية في أن التوقيت مناسب في وجود وفد أمريكي يقوده السيد جوشوا هاريس نائب مساعد وزير الخارجية المكلف بشمال أفريقيا بمكتب الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية في زيارة لمخيمات لحمادة ، حيث تستقر قيادة الجبهة الانفصالية ، و ذكرت المصادر أن الهدف من وجود وفد أمريكي هناك يتمثل في قيام الإدارة الأمريكية بوساطة بين أطراف النزاع المفتعل ، للعودة إلى طاولة المفاوضات . و ترجح هذه المصادر أن ينتقل الوفد الأمريكي بعد نهاية زيارته لمخيمات تيندوف إلى الرباط للقاء بالمسؤولين المغاربة و اطلاعهم على موقف قيادة الجبهة من العودة إلى طاولة المفاوضات . كما قدرت القيادة الانفصالية أن التوقيت مناسب تزامنا مع الجولة الجديدة في المنطقة التي شرع في القيام بها منذ أمس المبعوث الشخصي للأمين العام في الصحراء السيد ديمستورا ، و التي بدأها البارحة من الرباط قبل أن ينتقل إلى مخيمات تيندوف و الجزائر ، و الواضح أن المسؤول الأممي عاد إلى المنطقة لاستطلاع مواقف أطراف النزاع حول إمكانية العودة إلى وضعية وقف إطلاق النار و استئناف جلسات الحوار .
هكذا ارتأت قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية أن التوقيت مناسب لتوجيه ضربة موجعة إلى المغرب ، من خلال شن هجوم غادر على القوات المسلحة الملكية المغربية و تكبيدها خسائر فادحة ، و كان الهدف من هذه العملية العسكرية إظهار قدرة الجبهة على خوض حرب طويلة الأمد ، و تأكيد حضورها القوي لتعزيز موقفها التفاوضي مع الوفد الأمريكي الموجود هناك ، و مع المسؤول الأممي .هذا ما يتجلى من خلال قيادة الهجوم من طرف مسؤول كبير في مليشيات البوليساريو المدعو با عالي حمودي قائد ، ما يسمى بالمنطقة العسكرية السادسة و العضو البارز في قيادة الجبهة الانفصالية .لكن الذي حدث أن هذه القيادة أصيبت بانتكاسة كبيرة و قوية ، بحيث ما أن اقترب أعضاء مليشيات البوليساريو الذين كان يقودهم با عالي حمودي رفقة مسؤولين عسكريين آخرين من الجدار الأمني ، حتى وجدوا الطائرات الحربية المغربية في انتظارهم و أردتهم قتلى، و كان في مقدمتهم قائد منطقتهم العسكرية السادسة رفقة أربعة أفراد آخرين ، كشفت مصادر إعلامية أنهم من أبرز عناصر المليشيات المسلحة التابعة إلى الجبهة الانفصالية .و لم تتضح تفاصيل أخرى حول هذه العملية ، و عما إذا كان هناك قتلى آخرين أو معتقلين محتملين ، لأنه لا يعقل أن تقدم مليشيات البوليساريو على مثل هذه العملية بخمسة من أفراد قيادتها فقط ، بل لابد أنهم كانوا يقودون كتيبة من هذه المليشيات .
و اضطرت قيادة الجبهة الانفصالية إلى إصدار بلاغ تنعي فيه عنصرها القيادي البارز بلغة الانتكاسة و الإحباط .، في حين التزمت وسائل الإعلام الجزائرية الصمت إزاء هذه التطورات .