نظم "منتدى الاتحادات" اليوم الجمعة، ندوة إقليمية حضوريا وعبر الإنترنت حول موضوع: "تعزيز القيادة النسائية في الإعلام: التحديات والفرص"، وذلك بمشاركة متدخلين من المغرب وتونس والأردن. وأجمعت المداخلات على توفر النساء على كفاءات وقدرات كبيرة، يجب على مجتمعاتنا "المحافظة" الاعتراف بها ودعمها، مع عدم اختزال قيادة المرأة في قضايا النساء، وتبويئها مكانتها المستحقة في مواقع صنع القرار الإعلامي داخل المؤسسات المختلفة. وتضمنت الندوة محورين، الأول حول المعوقات التي تواجه القيادات النسائية في الإعلام، وكيف ترى الإعلاميات التغطية الإعلامية، والثاني بشأن كيفية مد جسور التواصل بين الإعلاميين والإعلاميين والقيادات النسائية في مختلف المجالات، سواء أ كانت سياسية أم ثقافية أم اقتصادية. وخلال المحور الأول من الندوة، تدخلت ثلاث صحفيات وثلاث قائدات استفدن من المشروع بالبلدان الثلاثة، من أجل هؤلاء مريم بوتوراوت، صحافية بالإذاعة الوطنية، ونائبة رئيس المنتدى المغربي للصحافيين الشباب، التي قالت في مداخلتها إن حضور المرأة القيادية في وسائل الإعلام إشكال وتحدٍّ مطروح في العمل الصحافي، خصوصا في البرامج السياسية حسب العديد من الدراسات، عبر الميل إلى تقديم المرأة بدون ملامح اجتماعية محددة، وتوصيفها من خلال جنسها كامرأة فقط، مما يكرس النظر إليها أساسا ك"صوت انتخابي". وأضافت، أن هذا التنميط موجود كذلك في حضور المرأة بقاعات التحرير، مشيرة إلى وجود توجه نحو جعل المرأة في قاعة التحرير مرتبطة بهذه القضايا، في وقت عرف حضورها في قاعات التحرير تطورا كبيرا بجميع مراحل إنتاج المحتوى في المؤسسات الإعلامية، لكن هذا الحضور يقل أو ينعدم على مستوى صناعة القرار، في وقت وصول النساء لأدوار قيادية في صناعة الإعلام العربي، يمكن أن يساهم في تطوير الوعي داخل هذه المؤسسات، ويقدم دفعاً قوياً لوجودهن في المحتوى الإخباري. وتبادلت المتدخلات خبراتهن والقصص الملهمة حول مبادراتهن، سواء كانت إعلامية أو صحافية أو غيرها، لتمكين المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين، والصعوبات التي يواجهنها في التغلب على الصور النمطية. كما كانت هناك مداخلات رجالية خاصة من إعلاميين. كما تم التطرق لسؤال: ما الذي يمكن للنساء أن يفعلن في المستقبل، بهدف تعزيز المساواة بين الجنسين في وسائل الإعلام، وخلق التواصل بين الإعلاميين من الرجال والنساء، ورائدات الإعمال في مختلف المجالات، سواء أ كانت سياسية أم ثقافية أم اقتصادية. بالإضافة إلى مداخلة الخبيرة الإعلامية والسياسية الكندية، لويز بويرير، حول تجربتها بشأن التحديات والفرص، بالإضافة إلى الدروس المستفادة، ومنها أن الصحافي ليس في خدمة السياسي، وأن كلا منهما في حاجة للآخر من أجل إيصال الرسائل وتعزيز عمله. وخلصت إلى أن تغيير صور المرأة النمطية، يمر حتما بوسائل الإعلام "التقليدية". وفي مداخلته ضمن المحور الثاني، قال سامي المودني، رئيس المنتدى المغربي للصحافيين الشباب، إن الموازنة في الحضور بين الجنسين في الإعلام هي مسؤولية الصحافي بدرجة أولى، لأن من أدواره التنقيب عن الضيوف، رغم ما يعترض هذه المهمة من ضغوطات العمل اليومي وإكراهاته. كما تطرق للنقاش العميق الذي يشهده المغرب منذ عقود حول حرية التعبير، والذي في ظله لم تحظ النقاشات حول قضايا المناصفة في الإعلام بالمكانة المناسبة. وانتقل إلى عملية الرصد التي تقوم بها الهيأة العليا للسمعي البصري في المغرب، وكذا عملية التشبيك التي بادرت إليها في أوساط الصحافيين ومختلف الفاعلين المدنيين المهتمين بقضايا المناصفة والمساواة، عبر فتح نقاش بينهم وإتاحة فرصة التواصل بين الطرفين. ويرى مشروع "منتدى الاتحادات"، أن وسائل الإعلام وسيلة للتغيير وصوتا مهما لتثقيف المواطنين حول أهمية المساواة بين الجنسين. ونتيجة لذلك، يدعم المشروع مبادرات وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، التي تعزز قيم المساواة والقيادة وتمكين المرأة والحكامة الشاملة في بلدان المشروع الثلاثة. كما يهدف المنتدى، إلى أن يعمل الصحفيون على زيادة الوعي بالقيادة النسائية، وتمكينهن بين الرجال والنساء على حد سواء.