قارب إعلاميون وحقوقيون وعلماء الاجتماع مغاربة وأجانب، خلال ندوة دولية التأمت اليوم السبت ببيت الصحافة بطنجة ، موضوع "الإعلام والنوع الاجتماعي.. المرأة في مركز القيادة" . وأكد رئيس مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة إلياس العماري، في كلمة تليت بالنيابة عنه، أن تناول موضوع "الإعلام والنوع الاجتماعي" بمنطلقات قانونية واجتماعية وأخلاقية يتماشى وسعي المغرب لتنزيل مشروع الجهوية المتقدمة والموسعة، باعتبار أن الموضوع يعد أحد أوجه الديموقراطية القائمة على إشراك المواطن في تدبير الشأن العام ، وكأداة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الشاملة ،وكذا كوسيلة لإعمال مقاربة النوع لتمكين النساء خاصة من الوصول الى مراكز القرار سواء في المؤسسات الاعلامية أو غيرها من المؤسسات الأساسية والمهمة. وأبرز في هذا السياق أنه ولبلوغ هذه الاهداف يراهن المغرب على الاعلام الوطني والجهوي بشكل خاص ليضطلع بدوره كفاعل أساسي،وفقا لاخلاقيات المهنة، ومواكبة المشاريع التنموية وإفراز نخب جهوية قادرة على صنع القرار التنموي المناسب والمراعي للخصوصيات الجهوية ، مضيفا أن تعزيز موقع المرأة الاعلامية للمساهمة في المسار التنموي هو ليس فقط إحدى آليات إعمال مبدأ المساواة الذي ينص عليه دستور 2011 ،بل و شكلا من أشكال تحقيق المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز والنهوض بأوضاع النساء كحلقة مجتمعية أساسية . وأشار رئيس الجهة الى أن العشريتين الاخيرتين سجلتا حضورا قويا للنساء المغربيات ، كما ونوعا ، في كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتشريعية والمدنية، معتبرا أن مفهوم النوع الاجتماعي في برامج التنمية يبرز كمقاربة تستعيض عن التحديدات الجنسية النمطية عبر ايلاء اهمية للادوار النوعية للجنسين وقيمتها في التنمية الشاملة المبنية على المساواة . ومن جهته، اعتبر رئيس الفيدرالية الدولية للصحافيين جيم بوملحة أن الاهتمام بالنوع الاجتماعي في ارتباطه بمجال الاعلام ،هو خطوة مهمة الى الامام لتمكين المرأة من احتلال الموقع الذي تستحقه، بما للمرأة وللاعلام من أدوار أساسية لتنمية المجتمع وتحصينه من كل أشكال التمييز، ولدورهما في تثبيت دور المؤسسات الديموقراطية وتحقيق التنمية المتوازنة وضمان تطور مجتمعي يعترف بقدرات وكفاءات الجنسين على حد سواء . وأضاف أن لقاء طنجة يمكن مختلف المتدخلين في الشأن المجتمعي والاعلامي والحقوقي من وضع الأصبع على مكامن الخلل في مختلف دول العالم وعلى المعيقات التي تحول دون تبوأ المرأة موقعها الريادي في تدبير المؤسسات التي لها ارتباط بالاعلام والمجتمع ، مؤكدا أن خطوات إثبات ذات المرأة في الإعلام ، كمتلقي أو كفاعل أساسي، يجب أن تنبني على مقاربات تربوية وتحسيسية وتثقيفية إضافة الى مقاربات قانونية وسياسية متأنية لكنها ثابتة تخاطب الواقع كما تستشرف المستقبل. ومن جهته، قال رئيس المكتب التنفيذي لمؤسسة بيت الصحافة بطنجة سعيد كوبريت إن مناقشة موضوع "الإعلام والنوع الاجتماعي" يعد مناسبة لتسليط الضوء على ما حققه المغرب من خطوات رائدة في مجال تحقيق المساواة بين الجنسين والدينامية المجتمعية التي راكمتها المملكة خلال السنوات الاخيرة ، مضيفا أن اللقاء يشكل أيضا فرصة لإبراز دور المرأة الاعلامية في تعزيز البناء الديموقراطي ومحو الممارسات والصور النمطية التي التصقت بالمرأة دون وجه حق. واعتبر سعيد كوبريت أن موقع ودور ومكانة المرأة المغربية في مجال الإعلام هو أساسي في منظومة التغيير التي ينهجها المغرب بثبات لتحقيق المناصفة كحق من الحقوق التي يضمنها دستور 2011 ،كما يعكس ذلك التزام المغرب بمشروعه المجتمعي الحداثي وبالمواثيق والتشريعات الدولية والقيم الكونية التي يؤمن بها المغرب. ويشارك في اشغال الندوة الدولية ،المنظمة تحت إشراف الفيدرالية الدولية للصحافيين، ممثلون عن نقابات وهيئات وجمعيات صحفية وقطاعية اجتماعية أخرى ، يمثلون أزيد من عشر دول، إلى جانب فعاليات حقوقية مغربية وأجنبية . وتتمحور مواضيع الندوة الدولية، التي تستمر الى غاية يوم غد الاحد ، حول " مساواة النوع الاجتماعي في الإعلام طبقا لمبادئ حقوق الإنسان وأخلاقيات المهنة " و" تمكين المرأة في وسائل الإعلام "و" حقوق المرأة في عولمة وسائل الإعلام " و" المرافعة لأجل النوع والريادة "و "تنمية المساواة في النوع من خلال الاتفاقيات الجماعية ".