ظهر زعيم مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، يوم الاثنين الماضي، في مقطع فيديو نشره على قناته في "تليغرام"، ملمحا فيه إلى أنه موجود في إفريقيا، وذلك في آخر ظهور له قبل أن يلقى حتفه في تحطم طائرة قرب موسكو مساء الأربعاء، وكان بريغوجين يرتدي في الفيديو زي "فاغنر" العسكري، ويحمل بندقية "كلاشينكوف"، وفي الخلفية منطقة جرداء وبدا من بعيد عدد من عناصر المجموعة و3 مركبات. بالإعلان عن مقتل زعيم ميليشيا فاغنر، يفغيني بريغوجين، في سقوط غامض لطائرة كان يستقلها مع آخرين، يواجه الكرملين مسألة خلافته على رأس "الميليشيا" التي تنتشر في سوريا وليبيا وأوكرانيا وأجزاء واسعة من القارة الأفريقية. لم تمثل وفاة بريغوجين مفاجأة لكثير من المهتمين، ومن بينهم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. ونقلت شبكة "CNN" عن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أدريان واتسن"لا ينبغي أن يفاجئ أحد" إذا وردت أنباء عن وجود بريغوجين على متن الطائرة التي تحطمت الأربعاء خلال رحلة بين موسكو وبطرسبورغ. ويعني هذا، وفقا لمحللين تحدث معهم موقع "الحرة" أن موسكو تمتلك على الأرجح "خطة" لاستبدال بريغوجين بشخص أقل إثارة للمشاكل وأكثر ولاء للكرملين. ويقول زميل معهد هدسون الأميركي، المحلل ريتشارد وايتز، إن "موسكو ستعين على الأغلب شخصا من الدائرة الداخلية لبوتين لقيادة الميليشيا". ويضيف وايتز لموقع "الحرة" أن "السرية التي تحيط بالمجموعة ستجعل من الصعب التكهن بخليفة بريغوجين، لكنه سيكون بشكل "مؤكد" تابعا لموسكو". ووفقا لصحيفة الغارديان، فإن بريغوجين، لم يكن الوحيد من قيادات فاغنر الذي لقي حتفه في الحادث بل كان معه على متن الطائرة ديمتري أوتكين، أحد أقرب حلفائه، وهو شخصية رئيسية أخرى في فاغنر. وكان أوتكين ضابطا سابقا في الأمن الروسي ومرتزقا نشطا في سوريا لحراسة حقول النفط، وقد تورط في تنظيم قافلة فاغنر التي حاولت الذهاب إلى موسكو. وتشير تقارير من قنوات التواصل الاجتماعي الروسية المرتبطة بفاغنر إلى أن أعضاء آخرين في قيادة الميليشيا ربما كانوا أيضا على متن الطائرة. ويشير وايتز إلى أن "للمجموعة نظاما داخليا يشير إلى أن على قادتها الاجتماع واختيار رئيس، في حال شغر المنصب أو أصبح شاغله فاقدا للأهلية". مع هذا، لن تجري العملية بسلاسة، كما يعتقد وايتز، حيث أن من المتوقع أن تثير الرغبة بتسنم هذا الموقع "القوي" صراعات بين قادة الميليشيا، قد تكون "دموية". لكن وايتز لم يرجح احتمال أن تقوم الميليشيا بأي تحرك ضد موسكو قائلا: "مرة واحدة تكفي، نجت فاغنر بالكاد من تمرد بريغوجين ولن يعيدوا الكرة".