توفي القائد البارز في مجموعة فاغنر الروسية، ديميتري أوتكين، إلى جانب رئيسه، يفغيني بريغوجين، ضمن ركاب آخرين على متن الطائرة الخاصة التي سقطت شمال موسكو، ولم ينج منها أحد، بالإضافة إلى الطاقم المكون من ثلاثة أفراد. ويعد أوتكين، اسما بارزا في "فاغنر" التي لديها أنشطة في عدد من البلدان الأفريقية والتي عادت للأضواء بعد محاولة زعميها قيادة تمرد تمرد عسكري ضد الجيش الروسي. وينقل موقع "ميدوزا" أن أوتكين بدأ المشاركة لأول مرة في عمليات المرتزقة، في عام 2013. كان قبل ذلك، يشغل منصب مقدم في لواء القوات الخاصة "GRU" ومقره في بسكوف. وبحسب الموقع، اختار أوتكين الانضمام للمجموعة بدافع التعاطف مع أيديولوجية الرايخ الثالث الألماني، وتحدث معارف أوتكين عن آرائه النازية في الماضي. بعد تقاعده من الخدمة الفعلية، ذهب أوتكين وغيره من المسؤولين الأمنيين السابقين إلى سوريا، حيث قاتلوا إلى جانب رئيس النظام، بشار الأسد، كجزء من "الفيلق السلافي"، وهي مجموعة مرتزقة روسية. وفي أكتوبر عام 2013، تجنب المرتزقة بصعوبة محاصرتهم من قبل قوات المتمردين وأجبروا على العودة إلى موسكو. وبعد عودته مباشرة إلى روسيا، ذهب أوتكين إلى أوكرانيا، حيث قاد مجموعته الخاصة من المرتزقة، وهي مفرزة أطلق عليها اسم "مجموعة فاغنر"، بحسب "ميدوزا". وذكر موقع "إي بي سي دوت نت" الأسترالي أن فاغنر تأسست، في عام 2014، على يد أوتكين، وهو ضابط سابق في الجيش الروسي قاتل في حروب الشيشان. ونقل الموقع الأسترالي عن إيريكا غاستون، مستشارة سياسية بارزة في مركز جامعة الأممالمتحدة لأبحاث السياسات، قولها إنه يُزعم أن "(أوتكين) لديه شغف بالرايخ الثالث وأدولف هتلر"، وأنه تمت تسمية المجموعة على اسم الملحن المفضل لهتلر، ريتشارد فاغنر. وفي ربيع عام 2014، ظهر قدامى المحاربين في الفيلق السلافي أولا في شبه جزيرة القرم وبعد ذلك في دونباس، حيث قاتلوا إلى جانب الانفصاليين الموالين لروسيا. وفي عام 2015، عادت "فاغنر" إلى سوريا بعد خضوع عناصرها للتدريب في قاعدة مجهزة خصيصا في منطقة كراسنودار ، وفقا ل RBC. وظهر أوتكين لأول مرة علنا، في 9 ديسمبر عام 2016 ، عندما شوهد في حفل استقبال متلفز للكرملين للاحتفال بيوم أبطال الوطن. وأكد المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف، أن أوتكين كان من بين الضيوف. في عام 2021، اتهمت السلطات الأوكرانية أوتكين بانتهاك السلامة الإقليمية للبلاد. ووفقا للمحققين، فقد شارك في العمليات القتالية في دونباس "باتفاق مسبق مع مسؤولي القوات المسلحة الروسية وتحت إشرافهم" بين يوليو عام 2014 ومارس عام 2015، بحسب "ميدوزا". وقاد أوتكين مجموعة فاغنر طوال الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا، ومن المحتمل جدا أنه سافر إلى هناك بنفسه.، بحسب الموقع الروسي المستقل. اعتبارا من بداية يونيو عام 2023، كان أوتكين لا يزال رسميا قائدا للمجموعة شبه العسكرية، وفقا للتصريحات التي أدلى بها والتي نشرتها قناة تيليغرام التابعة لفاغنر. ومن غير الواضح الدور الذي لعبه أوتكين في التمرد المسلح الذي نظمه بريغوجين ضد وزارة الدفاع الروسية في 24 يونيو عام 2023. ورجح مصدر مقرب من سلطات الاحتلال في "جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من جانب واحد تحدث إلى رويترز، أن أوتكين ربما قاد طابورا من مقاتلي فاغنر في مسيرتهم نحو موسكو، في حين أكدت "وول ستريت جورنال" المعلومة ذاتها. وذكرت الصحيفة الأميركية أن أوتكين ظهر في مقطع فيديو مشوش وهو يشجع عناصر فاغنر بالروسية قائلا: "هذه ليست النهاية، بل هي البداية فحسب"، وتابع بالإنكليزية "أهلا بكم بالجحيم". وفي يوليو، خاطب أوتكين وبريغوجين معا مجموعة من مقاتلي مجموعة فاغنر في بيلاروسيا، وفقا لموقع iStories المستقل، كان هذا أول خطاب علني لبريغوجين منذ تمرده الفاشل ومغادرته المزعومة إلى بيلاروسيا. ومنذ ذلك الحين، تشير التقديرات إلى أن المجموعة تعمل في حوالي 30 دولة مختلفة، بما في ذلك سوريا وليبيا وأجزاء من غرب أفريقيا. وكان يُعتقد أن بريغوجين قام بتمويل مجموعة فاغنر، لكن في يوليو، من هذا العام ادعى بوتين أن المجموعة "تمول بالكامل" من قبل السلطات الروسية. على الرغم من أن شركات المرتزقة غير قانونية بموجب القانون الروسي.