500 عنصر انفصالي في عطلة صيفية مدفوعة التكاليف لتسويق قضية تحولت إلى شأن داخلي خالص للنظام الجزائري قاطع جل أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالعاصمة الجزائرية ما يسمى ب«الجامعة الصيفية لأطر جبهة البوليساريو» , وهو لقاء سنوي دأبت الحكومة الجزائرية على تنظيمه بمنتجع بومرداس السياحي بالضاحية الشرقية للعاصمة الجزائر، حيث تتحمل خزينة الجزائر نفقات سفر وإيواء زهاء 500 عنصر انفصالي من حاشية وأسر والمقربين لأعضاء القيادة الانفصالية بمخيمات تندوف، و تسخر الدولة الجزائرية التي تدعي الحياد تجاه ملف النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية ,موظفيها و مرافقها لانجاح العطلة المجانية المدفوعة التكاليف وتسويقها إعلاميا ودبلوماسيا . وعلى غرار الدورات السابقة، وسم الكساد والفشل فعاليات دورة هذه السنة وخاصة في جانبها البروتوكولي، حيث قاطعها معظم سفراء الدول الإفريقية المعتمدين بالجزائر رغم أن مصالح وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية هي من تكفلت نيابة عن «البوليساريو» بتوجيه دعوات الحضور الى سفراء الدول الافريقية. وأمام مقاطعة كل السفراء المدعوين باستثناء سفير زيمبابوي والقائم بالأعمال بسفارة جنوب افريقيا وموظفي بعض التمثيليات القنصلية التي لا يتعدى عددها الخمس لفعاليات الملتقى الذي كلف الكثير من الجهد الدبلوماسي والنفقات المالية، فضلت الحكومة الجزائرية بدورها التغيب عن اللقاء واكتفت بانتداب والي ولاية بومرداس لتمثيل الدولة الجزائرية في فعاليات «الجامعة» حيث تم حشد عناصر الجهاز العسكري والأمني وموظفي الدولة لملء مقاعد قاعة الافتتاح وأساتذة جامعة بودواو المحلية لتأطيرها الأكاديمي. وزعيم جبهة الانفصاليين المدعو غالي بدوره أمام ندرة الضيوف الأجانب عدم الحضور تلافيا للدخول في مواجهة مع خصومه ومناوئيه بالقيادة الانفصالية، فيما استغل عشرات العناصر الانفصالية الفارين من جحيم حرارة مخيمات تندوف الوضع للتملص من برامج وأوراش الملتقى والتفرغ للاستجمام واستهلاك ما لذ و غلا من المرطبات والأطعمة طيلة أسبوعين على حساب دافعي الضرائب الجزائريين بأحد أفخم المنتجعات الصيفية بالساحل الشمالي الجزائري . وكانت بوادر فشل الملتقى الانفصالي الممول من الجزائر، قد لاحت قبل أسبوع بعد تسرب وثيقة رسمية تحمل توقيع مديرية وسائل الإعلام بوزارة الاتصال الجزائرية وهي عبارة عن مذكرة موجهة الى مديري المنابر الإعلامية الجزائرية تحثهم على الاهتمام الإعلامي بالجامعة الانفصالية المنظمة على التراب الجزائري و مواكبتها بالتغطية الفعالة .. الفشل السياسي والدبلوماسي والتسويقي لدورة جديدة من دورات الملتقى يؤكد مجددا تآكل وانهيار أطروحة الوهم الانفصالي بمخيمات تندوف بصحراء لحمادة، وتحولها الى شأن داخلي جزائري و مشكل محلي يتحمل نظام المرادية مسؤولية إيجاد حل له .