ضرورة وضع مخطط استغلال الواجهة البحرية ضمن منظور الاقتصاد الأزرق لاستثمار الإمكانيات الهامة المتوفرة في مجالات السياحة والنقل والصيد والصناعة الغذائية وغيرها يزخر إقليمالقنيطرة بمدخرات وإمكانيات سياحية هامة لكنها مهملة وغير مستغلة، ولا تخضع لأي تخطيط يجعلها رافعة للتنمية وأداة لخلق الثروة وفرص الشغل، وفضلا عن المآثر التاريخية التي ترجع لحقب قديمة مثل قصبة المهدية والمستوطنات الرومانية كتاموسيدا وغيرها، يتوفر الإقليم على مؤهلات طبيعية متنوعة، مثل محميتين طبيعيتين المرجة الزرقاء وضاية سيدي بوغابة، وغابات أهمها غابة المعمورة الأكبر في العالم لشجر البلوط الفليني، نهر سبو المجرى المائي الأهم في المغرب، وساحل منفتح على المحيط على طول أكثر من 144 كلم، لكن رغم ذلك تشكو هذه المؤهلات من الإهمال واللامبالاة، بل إنها تتعرض للتدهور بسبب التدخل العشوائي للإنسان، وغياب رؤية لاستثمارها لتحقيق الإقلاع الاقتصادي. ونحن في ذروة موسم الاصطياف يشهد الساحل توافدا من طرف السياح سواء من الداخل أو الخارج، لكن ضعف بنيات الاستقبال والمرافق السياحية تجعل الاصطياف غير ممتع بل شاق، فالشريط الساحلي على طوله لا يوجد به سوى شاطئين محروسين، شاطئ المهدية وشاطئ مولاي بوسلهام، وهو ما يجعلهما يتعرضان لإقبال كثيف، ويتحول الاستجمام فيهما إلى رحلة من المشاق والمعاناة بسبب الاكتظاظ والارتفاع الصاروخي لسومة الشقق والمواد الغذائية التي لا تخضع لأية مراقبة ومشاكل الوقوف، بحيث يجد المصطافون أنفسهم يعيشون أوقاتا عصيبة تحت رحمة وجشع أرباب محلات الكراء والمطاعم واللوبيات التي تحتل الشاطئ ومحطات الوقوف.