لا يكاد العديد من المسافرين يولون الانتباه لمشهد الشريط الساحلي الممتد جنوب مدينة أصيلة؛ لكن فئة أخرى لا يترددون في سلوك الطرق الفرعية أغلبها غير معبدة؛ سعيا للوصول الى شاطئ "كهف الحمام". ويقع هذا الفضاء الشاطئي المعروف أيضا بشاطئ "الرميلات" بمدشر تندافل (7 كيلومترات جنوبأصيلة) الذي يتبع لجماعة الساحل الشمالي؛ ويشكل ثروة طبيعية تغري أعدادا كبيرة من عشاق الاصطياف؛ رغم وعورة المسالك المؤدية إليه. ويتميز هذا الشاطئ؛ بجمالية لافتة تتجلى أساسا في رماله الذهبية وأمواج مياهه الزرقاء؛ ما يجعل منه فضاء استجمام مثالي بالنسبة لشريحة واسعة من المصطافين. ولا تتوفر معلومات دقيقة عن أصل تسمية هذا الشاطئ بهذا الاسم؛ لكن مصطفى الغيدوني؛ وهو أحد أبناء المنطقة؛ يشير الى وجود مغارة بتل صخري مطل على الشاطئ؛ يتخذ منه الحمام أعشاشا له. ويوضح الغيدوني؛ الذي يقدم نفسه أنه سليل المنطقة ابا عن جد؛ في دردشة مع طنجة 24؛ ان المغارة المذكورة شكلت من حين لآخر؛ مقصدا لصيادي هذه الطيور. وبالرغم من طبيعته الساحرة؛ ما يزال عدد المصطافين الذين يقصدون شاطئ "كهف الحمام" محدودا؛ بسبب صعوبة الوصول إليه عبر الطريق غير المعبدة المتفرعة من المحور الطرقي المؤدي الى جماعة سيدي اليماني. ويعبر حسن الكعبوري؛ عن تطلع الساكنة الى استثمارات عمومية لفك العزلة عن المنطقة وتثمين مؤهلاتها الطبيعية بما يمكن من تحقيق دفعة كبيرة في التنمية السياحية والاقتصادية. ويشير الكعبوري؛ في حديث لجريدة طنجة 24 الإلكترونية؛ إلى غياب أي تدخل من طرف الجهات المسؤولة للنهوض بالأوضاع البنيوية بهذه المنطقة؛ التي من شأنها أن تشجع السياح مغاربة وأجانب على استكشاف هذه الثروة الطبيعية. وبالفعل؛ فشاطئ "كهف الحمام"؛ بالرغم من الإقبال المتزايد على فضائه؛ ما يزال يصنف في خانة الشواطئ غير المحروسة؛ ولا يتوفر على أية تجهيزات او مرافق؛ باستثناء بعض الأنشطة الخدماتية التي يقدمها شباب المنطقة من قبيل بيع وجبات جاهزة او كراء بعض لوازم الاصطياف وموقف للسيارات.