تؤكد الحسابات الفلكية لمختلف الخبراء أن التقويم الهجري بالمملكة المغربية هو الأقرب الى الدقة والصواب بالعالم الاسلامي و أن رؤية الهلال بالمغرب تتمتع بمصداقية غير قابلة للتبخيس . و شهدت نهاية شهر شعبان لهذه السنة إختلافا بين العديد من دول العالم الاسلامي و بلغ الأمر الى حد ظهور تناقضات صارخة بين الحسابات العلمية و تحديد ليلة الشك و التحري . و إذا كانت ليبيا و على عادتها قد قررت أن تكون غرة رمضان الأبرك هي يوم الأحد بناء على الحسابات التي أجراها مركز الاستشعار عن بعد التابع للجماهيرية فإن العديد من الدول الاسلامية أضطرت الى إتمام عدة شهر شعبان وإعلان أمس الاثنين أول أيام الصيام . وكان مركز الفلك و فيزياء الفضاء العراقي قد أعلن الجمعة الماضي أن هلال شهر رمضان سيولد مساء الأحد 31 غشت الجاري إلا أنه ستصعب رؤيته بالعين المجردة بحكم درجة إرتفاعه المنخفضة . من جهته و نقلا عن صحيفة جزائرية كان المرصد الوطني الجزائري للفلك قد أكد إستحالة رؤية الهلال بعد غروب شمس أول أمس الأحد على أن وزارة الشؤون الدينية فاجأت الجزائريين الذين كانوا في الأصل يعتقدون أن ليلة الشك وفق اليومية الجاري بها العمل هي مساء السبت فاجأتهم بثبوت رؤية الهلال بعد غروب الأحد بمناطق شرق و غرب الجزائر في وقت يؤكد العديد من الخبراء الفلكيين إستحالة هذه الرؤية من الناحية العلمية و إمكانية حدوثها فقط بمناطق محدودة جنوب شرق القارة الافريقية . و إذا كان إختلاف المطالع بين الأقطار من الأمور البديهية في الشرع الاسلامي إنطلاقا من الحديث النبوي الشريف :" صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته " و فتوى علماء مسلمين و في مقدمتهم مفتي الديار المصرية بكون المسلمين مطالبون شرعا بالصوم وفقا لرؤية هلال رمضان في بلادهم , فإن رزنامة العام الهجري القمري أظهرت الى حد بعيد أن المغرب في طليعة البلدان الاسلامية التي تعتمد تقويما هجريا دقيقا . ويعتبر المغرب الدولة العربية الوحيدة التي تتحرى الهلال كل شهر (وليس فقط رمضان وشوال) بشكل رسمي وتعلن نتائج التحري رسمياً وبشكل فوري عبر وسائل الإعلام. و تتحرى وزارة الأوقاف و الشؤون الاسلامية الهلال من حوالي 270 موقعاً موزّعاً على مختلف أنحاء المملكة المغربية، وتشارك القوات المسلحة الملكية أيضا في عملية التحري في حين أن معظم الدول الإسلامية لا تتحرى الهلال على مستوى رسمي؛ بل تكتفي بدعوة المواطنين لذلك أو لا تعتمد أصلا على الرؤية بل على شروط فلكية كما هو الحال بالنسبة لليبيا . وبذلك تعتبر المملكة المغربية هي أفضل دولة عربية في تحديد بدايات الأشهر الهجرية .