خلصت الحسابات الفلكية التي أجراها «المشروع الإسلامي لرصد الأهلة» إلى أن أول أيام شهر رمضان المبارك لعام 2009 سيتوافق مع السبت 22 غشت، علماً بأن اختلاف الدول الإسلامية حول بداية شعبان، سيؤدي إلى تحري هلال الشهر المبارك في يومين مختلفين. وأكد مشروع رصد الأهلة أن «رؤية الهلال يوم أمس (الخميس) 20 غشت مستحيلة، نظرا لغروب القمر قبل أو مع غروب الشمس في جميع مناطق العالم الإسلامي، وبالتالي ينبغي أن تكمل الدول الإسلامية التي تعتمد رؤية الهلال لبدء الشهر الهجري شهر شعبان 30 يوما، وأن يكون يوم السبت 22 غشت هو أول أيام شهر رمضان المبارك فيه». وأوضح ذات المصدر أن قسما من الدول الإسلامية سيتحرى هلال رمضان يوم الخميس 20 غشت (الموافق ل 29 من شعبان)، وهذه الدول هي كل الدول العربية، ما عدا سلطنة عمان والمغرب وموريتانيا، إذ سيكون يوم 29 شعبان هو يوم الجمعة 21 غشت في دول إسلامية أخرى، مثل بنغلادش والهند وباكستان وإيران وسلطنة عمان والمملكة المغربية وموريتانيا، والعديد من الدول الإفريقية الأخرى علما بأن جميع هذه الدول تتابع رؤية الهلال بشكل رسمي. وأضاف المصدر «أما بالنسبة إلى رؤية الهلال يوم الجمعة، فإنها ممكنة بالعين المجردة بسهولة في كل من أستراليا، وجنوب آسيا، ووسط وجنوب إفريقيا، وفي القارتين الأمريكيتين عدا الأجزاء الشمالية، في حين أن رؤية الهلال ستكون صعبة بالعين المجردة، وقد لا يرى الهلال إلا باستخدام المرقب، في كل من وسط آسيا وشمال إفريقيا وشمال الولاياتالمتحدة، وستكون رؤية الهلال ممكنة بالتلسكوب فقط من شمال آسيا ووسط وجنوب أوروبا، وهذا يعني أن معظم الدول ستتمكن من رؤية الهلال يوم الجمعة، ليكون يوم السبت هو أول أيام شهر رمضان المبارك فيها. وفي سياق متصل، اعتبر مهتمون أن المغرب يعد من الدول العربية القليلة، التي تطبق حسابا دقيقا في رؤية الهلال، لكونه البلد التي يتحراه كل شهر، وبشكل رسمي، ويعلم وسائل الاعلام بذلك، وتتحرى الوزارة عبر 270 موقعا موزعا على مختلف المدن والقرى. ويرى محمد بوطربوش، رئيس المجلس العلمي لسلا أنه أصبح لزاما على كل دولة على حدة أن تراقب هلال رمضان نظرا إلى اختلاف الأزمان حيث إن فرق التوقيت مثلا بيننا وبين دول المشرق قد يتجاوز 6 ساعات. وأوضح بوطربوش في تصريح ل«المساء» أن المغرب يبقى هو البلد الوحيد إلى جانب باكستان اللتين تراقبان الأهلة على طول السنة بخلاف عدد من الدول العربية التي تكتفي فقط بمراقبة نهاية شهر شعبان ونهاية رمضان. إلى ذلك كشفت مصادر من المجلس العلمي الأعلى أن عملية مراقبة الأهلة بالمغرب تخضع لمسطرة دقيقة يشارك فيها نظار الأوقاف. وفي حالة ثبوت الرؤية يتم الإشهاد عليها من قبل العدول ويتم توثيق ذلك قبل رفعه إلى الملك بصفته أميرا للمؤمنين، وهو الذي يعطي أوامره لإعلان صحة ثبوت الشهر. ويعود سبب الجدل الذي يحتدم كل سنة، حسب عدد من المهتمين، إلى عدم تحديد مفهوم الرؤية الشرعية، ذلك أنه إذا كانت الرؤية التي يتم الاعتماد عليها في المغرب والتي يتحقق فيها شرطان هما الرؤية البصرية الفعلية والإمكان الفلكي، أي أنه لا يتم الاعتماد على علم الفلك مباشرة في إثبات تلك الرؤية ولكن يتم اعتماده في نفيها، بخلاف بعض الدول الإسلامية أصبحت ترى أنه مجرد اقتران للشمس بالقمر وميلاد القمر، هي رؤية شرعية علما أن هذا الأمر لا يتيسر بأي حال من الأحوال إلا بعد مرور أكثر من 12 ساعة.