داهم شهر رمضان المبارك المغاربة في توقيت كانوا قد عاشوه آخر مرة قبل ثلاثين سنة خلت، إذ بدأ هذا الشهر الميمون يخترق أيام فصل الصيف الحارة، ولم يعد يفصلنا عنه إلا أيام قليلة تعد على رؤوس أصابع اليد. وموازاة مع ذلك عاد الخلاف القديم / المتجدد حول يوم بداية الصيام ويوم الإفطار، وهو الخلاف الذي يعود إلى اعتماد بعض الدول الإسلامية للحسابات الفلكية فيما ترى أخرى أهمية كبيرة في اعتماد رؤية الهلال هذه السنة لأن الحسابات الفلكية تشير إلى أن أول يوم رمضان سيكون هو يوم الاثنين المقبل، بيد أن رؤية الشهر كشرط لبداية الصيام قد تتوزع بين يومين. ويذكر أن بلادنا كانت قد بدأت شهر شعبان على غرار دول مثل تونس والجزائر والأردن وسلطنة عمان وإيران وماليزيا يوم ثالث غشت، بيد أن دولة من قبيل مصر والسعودية بدأت شهر شعبان يوم ثاني غشت، وهذا وحده كاف للتأكيد على أن هذه الدول ستختلف عن بعضها في بداية الصيام. وهكذا فإن الدول التي بدأت شهر شعبان يوم السبت ثاني عشر (مصر، السعودية) سيكون يوم السبت 30 غشت هو اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان وفي هذا اليوم سيتم تحري شهر رمضان ومن المحتمل أن يكون يوم الأحد اليوم الأول في شهر رمضان، غير أن بعض المعطيات العلمية، تؤكد استحالة رؤية الهلال من جميع مناطق العالم الإسلامي، بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس من ناحية، ولحدوث الاقتران (ما يعرف بولادة الهلال) بعد غروب الشمس، وهو ما يعني أن هذه الدول مطالبة بإكمال 30 يوما من شهر شعبان، لتكون بداية شهر رمضان بالنسبة إليها يوم الاثنين الذي يوافق فاتح سبتمبر المقبل... أما بخصوص الدول التي بدأت شهر شعبان يوم الأحد 3 غشت، فسيكون يوم الأحد 31 غشت، هو اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، وفي هذا اليوم ستكون رؤية الهلال ممكنة عبر استخدام «المرقب»، لكن شريطة نقاء الغلاف الجوي من بعض مناطق العالم الإسلامي... وقال «المشروع الإسلامي لرصد الأهلة»، الذي يتخذ من أبو ظبي مقرا له، في بيان أن عديد الدول لن تتمكن من رؤية الهلال يوم الأحد 31 غشت، وبناء على ذلك، من المتوقع أن تبدأ بعض الدول شهر رمضان يوم الاثنين، فيما يبدأ البعض الآخر شهر رمضان يوم الثلاثاء الموافق ل2 سبتمبر، وهو الأمر الذي ينسحب على الدول التي تشترط رؤية الهلال من داخل أراضيها، مثل الهند وباكستان، وتبقى ليبيا البلد الوحيد الذي قد يبدأ شهر رمضان يوم الأحد 31 غشت، باعتبارها لا تشترط رؤية الهلال، وإنما تكتفي بحدوث الاقتران قبل الفجر، وهو ما سوف يتم فجر يوم الأحد 31 غشت الجاري... فرص رؤية الهلال ويرى علماء الفلك، أن فرص رؤية الهلال يمكن أن تتم يوم 31 غشت الجاري، عبر استخدام «المرقب» فقط، وفي حالة نقاء الغلاف الجوي من موريتانيا والسودان واليمن بالإضافة إلى وسط القارة الإفريقية بصورة عامة، إلى جانب الأجزاء الجنوبية من الولاياتالمتحدةالأمريكية، فيما تفيد معلومات من «المشروع الاسلامي لرصد الأهلة»، إمكانية رؤية الهلال بالعين المجردة، لكن بصعوبة في حالة نقاء الغلاف الجوي فحسب من جنوب القارة الإفريقية ومناطق أمريكا الوسطى... ويرجح العارفون بشؤون أهلة الشهور الهجرية، في ضوء هذه المعطيات أن يتوزع رمضان بين يوم الأحد والاثنين والثلاثاء على كامل الدول العربية، لكن من المنتظر أن يكون رمضان في غالبية الدول العربية والإسلامية يوم الاثنين بحسب الاقتران ووضع الغلاف الجوي..