"الشناقة" يتحكمون في أثمنة السوق وآخرون يحتالون على المتسوقين في غياب المراقبة ورغد الإنتاج المتوفر و الحالة الصحية الجيدة للقطعان جيدة.. القدرة الشرائية عاجزة مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك يمكن القول أن أسواق الأغنام بوجدة ونواحيها أصبحت تعرف التهابا في الأسعار رغم وفرة المنتوج بالمنطقة. مع العلك أن قطيع الأغنام و الماعز جاهز للاستهلاك هذه السنة وموجود بوفرة ، وأن الأثمنة ستكون حسب السلالة والجودة والوزن..
وأكدت مصادر "العلم" أن هذا المنتوج سليم من الناحية الصحية إذ لم يسجل أية حالة من الأمراض المعدية بها، وقدر منتوج الماشية بالمنطقة المتمثلة في الدائرة الترابية للمديرية الإقليمية لوجدة وحدها حسب إحصاء السنة الماضية ما يناهز 250.000 رأس من الغنم، و 50.000 رأس من الماعز وهذا ناتج عن اهتمام ساكنة العالم القروي بتربية المواشي، بحيث أن الدخل الفردي من الكسب يفوق 60% من الدخل عن الفلاحة ككل و بالإضافة إلى المنتوج المحلي وبمناسبة اقتراب العيد بدأت تدخل أسواق الجهة أغنام من سلالة بنا كيل المعروفة بجودتها العالية وتيمحضيت وجهات أخرى مع العلم أن السلالات التي تمتاز بها المنطقة تتمثل في سلالة بني كيل و نواحي وجدة ..
و توجد أغلب مناطق تربية المواشي بالجهة الشرقية على الشريط الحدودي مع الجزائر، حيث أن المنطقة الشرقية تمثل حزاما وقائيا لتجنب تسرب أي مرض من الأمراض المعدية الفتاكة الموجودة بشمال إفريقيا والتي قد تنجم عنها أخطار صحية على القطيع الوطني أو على المستهلك ! وأفادتنا مصادرنا أن المراقبة و الاستطلاعات تتكثف حاليا على صعيد الأسواق ونقط تجمعات الماشية والمجازر و تدخلات الأطباء البياطرة الخواص الموجودين بالمنطقة .
من جهة أخرى وبعد قيامنا باستطلاع خاطف لبعض أسواق الغنم بوجدة والنواحي استنتجنا أن عمليات النصب عادت من جديد إلى هذه الأسواق، حيث أصبحت هذه الأخيرة تعج بالشناقة والسماسرة والوسطاء والمتطفلين على الحرفة، ويتجلى ذلك في إقبال بعضهم على تسمين الكبش بطريقة أو بأخرى، وهذا ما أكده لنا السيد عبد القادر بن محمد 66 سنة كساب من قبيلة لمهاية، حيث تتم عملية التسمين أحيانا بمواد علفية ذات ملوحة عالية، ولكن مظهرها لا يدوم طويلا حيث يصاب الخروف الذي كان من قبل " كبشا " بالهزال في الليل ويعاني من الإسهال الحاد..! كما يقبل بعض المتطفلين على عالم الماشية على نفخ بعض الخرفان لتظهر للمتسوقين سمينة وثقيلة.!
هذا و قد أحدثت أسواق عشوائية بعدد من مناطق وجدة الحضرية تعرض فيها أغنام لكسابة هربوا من الأسواق الرسمية بعد أن زاحموهم السماسرة والمتطفلون.! وذكر كساب أخر من جماعة لبصارة أن الأثمنة بتلك الأسواق عرفت قفزة نوعية و ذلك من 1800 درهم إلى 2800 درهم، و من 2500 درهم إلى 4000 درهم و5000 درهم، كما أن هناك الخروف الذي وصل سعره إلى 4200 درهم وأكثر. وفي استفسار طرحناه على أحد المتطفلين على الحرفة حول ارتفاع سعر الخروف عنده، أرجعه إلى ارتفاع اثمنة الأعلاف و المصاريف اليومية الأخرى من نقل وصيانة وكراء مساحة داخل السوق.! وعن عملية النصب والاحتيال في تسمين الكبش أجاب احدهم قائلا " الله يجعل الغفلة بين البايع والشاري".. بقيت الإشارة إلى أن أسواق جهة الشرق تعرف عرضا مهما لكنها لا تتحكم في الأسعار بسبب انعدام المراقبة من طرف السلطات المعنية.. وقد بدأ المواطنون خاصة ضعاف القدرة الشرائية وذوي الدخل المحدود يتخوفون ويتذمرون من وضعية مفتعلة من طرف الشناقة الذين يستعملون أساليب متعددة للتحكم في أثمنة السوق..
ومن جانب أخر لابد من الإشارة إلى مشكل خطير مس قطيع الأغنام خاصة تلك التي تقتات داخل المزابل ، وتأخذ من الأزبال وبقايا المجازر والمستشفيات والمواد الكيماوية الخطيرة كلأ لها .