قدرت الحكومة الجزائرية أن التوقيت كان ملائما و مناسبا لإجراء مباراة في كرة القدم بين فريق مولودية الجزائر وفريق كروي من مخيمات تندوف، يوما واحدا بعد إجراء مباراة المغرب و السينغال برسم نهائيات كأس أفريقيا لأقل من 17 سنة، التي سحق فيها المنتخب المغربي نظيره الجزائري و أقصاه مبكرا من المنافسات، و أبعده من نهائيات كأس العالم لهذه الفئة . تنظيم مباراة رياضية بطعم سياسي خالص، يجد تفسيره في إصرار حكام الجزائر على إقحام قضية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية في الرياضة، على الرغم من أنهم يتحججون في كل مرة بأن الجزائر ليست معنية بهذا النزاع. كما يجد تفسيره في الفراغ و التردي الذي تعرفه كرة القدم الجزائرية، و هكذا لم يعد أمام مولودية الجزائر من فرصة للظهور في الإعلام إلا خوض مباراة مع منتخب المخيمات و الانتصار عليه بحصة عريضة. والنتيجة أن لا أحد اهتم بهذه التفاهة. بما أن فريق مولودية الجزائر اختار إجراء مباراة مع فريق ينتمي إلى حركة انفصالية تخوض حربا ضد بلد جار ، لا بأس في أن تواصل هذا المسار بخوض مباريات كروية مع فريق الحوثيين و فريق من بوكو حرام و فريق من كتيبة (ماسينا) وفريق من (حراس الدين) وفريق من (باكورا)، و فريق من (حزب الله) وقد يصلح هذا الخيار سبيلا للفرق الرياضية التي تستخدم كمخالفة سياسية من طرف الأنظمة السياسية لعلها تجد طريقا للشهرة ما دامت عاجزة عن الحضور في المحافل الرياضية القارية و الدولية. وبذلك سيذكر التاريخ لفريق رياضي جزائري الفضل و السبق في فسح المجال أمام تنظيمات مسلحة و أخرى يجري حديث حول تورطها في الممارسة الإرهابية، أو على الأقل أمام جماعات سياسية انفصالية بهدف توظيف الرياضة لتحقيق أهدافها .