أصوات من قطاع التربية تؤكد بأن المغرب لم يعد في حاجة إلى اعتماد الفرنسية لغة أجنبية أولى يتنبأ عدد من المهتمين بالتعدد الثقافي واللغوي بالمغرب على أن المنافسة التي توصف بالشرسة بين الفرنسية والإنجليزية بالمغرب ستحسمها الإنجليزية لصالحها في غضون ثمان إلى عشر سنوات، ويبرر هؤلاء المهتمون ذلك انطلاقا من المؤشرات المرتبطة بقطاع التعليم، سواء في مستوياته الدنيا من تعليم ابتدائي واعدادي وثانوي، أو من مستوياته الجامعية. ومن المؤشرات المعتمدة في هذا الشأن هو ما تسعى إليه وزارة التربية الوطنية، بخصوص الإعلان عن تعميم تدريس اللغة الإنجليزية في السنة الأولى من المستويات الإعدادية في المدارس المغربية ابتداء من السنة المقبلة 2024، وستتبع فصول السنة الثانية في عام 2025 والصف الثالث في عام 2026. وتهدف الوزارة إلى أن تصبح اللغة الإنجليزية ، بحلول عام 2027 ، لغة التدريس لبعض التخصصات العلمية والتقنية على مستوى المدرسة الثانوية. التدريس باللغة الإنجليزية في المغرب ليس بالشيء الجديد، بحيث يعود تاريخه إلى 2014، وهي السنة التي تم فيه إنشاء دورة محددة في خمس مدارس ثانوية، واحدة في الدارالبيضاء، وواحدة في الرباط ، واثنتان في تطوان، وواحدة في طنجة. ويعمل المغرب أيضًا على تعزيز تعلم اللغة الإنجليزية في الجامعات لتحسين البحث العلمي والتعليم العالي. وقد تم اختيار ثلاث جامعات مغربية لاختبار برامج دعم اللغة من خلال عدة منصات. تهدف البرامج إلى مساعدة الطلاب على الوصول إلى مستويات B1 و B2 ، ومستويات اللغة المتوسطة والعليا ، حسب وزير التعليم العالي عبد اللطيف ميراوي. وسيتمكن الطلاب المغاربة من الاستفادة من برامج دعم اللغة من المدرسة الابتدائية حتى المستوى الجامعي، كما سيتم تدريس برامج الدعم اللغوي 30٪ في الموقع و 70٪ عن بعد. واستحدثت وزارة التعليم العالي مواد جديدة للموسم 2022-2023 ليتم تدريسها باللغة الإنجليزية حصريًا ، بما في ذلك 21 برنامجًا تدريبيًا في الجامعات الخاصة والشريكة ، وعشر درجات البكالوريوس ، وسبعة برامج ماجستير ودكتوراه واحدة في الطب. أدرجت عدة جامعات مغربية مواد جديدة تدرس باللغة الإنجليزية في مناهجها. وتحتل اللغة الإنجليزية المرتبة الثالثة بين اللغات الأكثر استخدامًا في العالم بعد الإسبانية والصينية، وتستمر اللغة الإنجليزية في جذب الغالبية العظمى من المتعلمين. ويقرأ العديد من المغاربة الآن باللغة الإنجليزية ويشاهدون الأفلام والمسلسلات والتقارير باللغة الإنجليزية، مما وسع دائرة المثقفين والمطالبين باستبدال الفرنسية بالإنجليزية، كلغة أجنبية ثانية. وتشتهر المدارس الخاصة بكونها رائدة في تدريس اللغة الفرنسية في المغرب ، ويبدو أنها تنضم إلى هذه الدائرة ، وفقًا لآخر المراسلات التي بعث بها ناصر الفاسي ، النائب الأول لرئيس جمعية التعليم الخاص بالصخيرات ومؤسس مدرسة خاصة ، إلى وزير التربية الوطنية يطالب باعتماد اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أولى للمملكة. ويتجه المغرب نحو الانفتاح أكثر على اللغة الإنجليزية ، وهو ما أكده وزير التربية الوطنية شكيب بنموسى ، بمناسبة بدء الموسم الدراسي 2022/2023 ، حيث أعلن أن وزارته تولي أهمية كبيرة لتدريس اللغة الإنجليزية، مشيرا أن اللغة الإنجليزية يتم تدريسها في 2200 مؤسسة تعليمية من قبل ما يقرب من 9000 معلم. كما تجلى تحرك الحكومة نحو اعتماد أوسع للغة الإنجليزية في إمكانية تدريس بعض مواد العلوم باللغة الإنجليزية في المستقبل، بالإضافة إلى توسيع تمكين الطلاب منها في المرحلة الإعدادية الثانوية.