تتجه وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة نحو اعتماد اللغة الإنجليزية في تدريس المواد العلمية خلال جميع المستويات الدراسية الثانوية بحلول سنة 2030. وستعتمد وزارة التربية الوطنية انطلاقا من السنة المقبلة، تمهيدا لورش تدريس المواد العلمية بالإنجليزية، خطة تدريس هذه اللغة في المستوى الثاني إعدادي، وخلال كل موسم دراسي ستضيف تعليم اللغة في مستوى مختلف بشكل تنازلي إلى غاية المستوى الرابع ابتدائي. وتأتي خطوة اعتماد اللغة الإنجليزية في مستويات جديدة من أجل تسهيل عملية التعلمات لدى التلاميذ، وتحضيرهم بشكل سليم لدراسة المواد العلمية بالإنجليزية خلال المراحل الثانوية. ووفقا لمعطيات قدمها فؤاد شفيق، مدير المناهج في وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، للنسخة الإنجليزية من هسبريس، فالوزارة تبتغي جعل الإنجليزية لغة أساسية لتدريس المواد العلمية في جميع المناهج. وقال شفيقي إن خمس مدارس ثانوية نموذجية اعتمدت منذ سنة 2015 اللغة الإنجليزية لغة تعليمية لجميع المواد العلمية، وامتدت الخطوة هذه السنة لتشمل 250 مدرسة أخرى، اعتمدت هي الأخرى الإنجليزية بشكل اختياري. وأضاف المسؤول ذاته أن هذا سيمهد الطريق لتعميم تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس الإعدادية العام المقبل، مؤكدا أن الفكرة هي أنه خلال كل سنة دراسية جديدة سيتم اعتماد اللغة الإنجليزية في أحد المستويات، والبداية ستكون من السنة الثانية إعدادي، ثم بعدها تستمر العملية تنازليا إلى غاية المستوى الرابع ابتدائي. كما أكد شفيقي أنه خلال السنة المقبلة مثلا سيدرس التلاميذ في السنة الثانية إعدادي اللغة الإنجليزية على شكل مادة مستقلة، وفي العام التالي سينتقل تدريس اللغة إلى المستوى الأول إعدادي. (النظام التعليمي الحالي يعتمد مادة الإنجليزية ابتداء من السنة الثالثة إعدادي فقط). وأورد المتحدث ذاته أنه خلال الموسم الدراسي 2027 سيكون التلاميذ المسجلون في الجذع المشترك من المدرسة الثانوية درسوا اللغة الإنجليزية خلال سنوات المدرسة الإعدادية كاملة. وبحلول سنة 2030، سيكون لدى المغرب رسميًا تلاميذ في جميع أنحاء البلاد درسوا اللغة الإنجليزية لمدة ست سنوات في كل من المدارس الإعدادية والثانوية. وأردف المسؤول الوزاري: "2030 هي آخر سنة من هذا المشروع الإستراتيجي، وستكون اللغة الإنجليزية حينها نظامًا راسخًا في المدارس الإعدادية والثانوية، ثم المدارس الابتدائية". وأشار شفيقي، في السياق ذاته، إلى أن الوزارة تؤمن بأن اللغة الإنجليزية يمكن أن تصبح اللغة الأجنبية الأولى في غضون عامين، معتمدا في ذلك على دورة تدريبية شاملة للأساتذة تمتد من عام إلى عام ونصف. وسيطلب من أساتذة المواد العلمية اجتياز 6 إلى 8 ساعات من التدريب كل أسبوع حتى يكونوا مستعدين بشكل كاف للتدريس باللغة الإنجليزية، وفق المتحدث ذاته، معتبرا أن الوزارة تتوفر على عدد كاف من الأساتذة المدربين الحاصلين على درجات في الأدب الإنجليزي للمساعدة على تطبيق اللغة ضمن النظام التعليمي. وسجل المسؤول ذاته أن هذا النوع من المساعي يتطلب شراكات عديدة مع الهيئات المسؤولة عن اللغات في المغرب، لضمان نجاح مثل هذه البرامج، وزاد: "على سبيل المثال، قبل بدء البكالوريا الدولية في اللغة الإنجليزية دخلت وزارة التربية والتعليم في شراكة مع المجلس الثقافي البريطاني وجامعة الأخوين في إفران".