نجحت الوساطات التي قامت بها عدة دول خلال الأيام القليلة الماضية في إنهاء قضية المسماة أميناتو حيدر التي استمرت زهاء شهر، إذ تمكنت الجهود التي بذلتها كل من فرنساوإسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية من التوصل إلى اتفاق تضمن جملة من الالتزامات أتاحت السماح إلى المسماة أميناتو حيدر العودة إلى مدينة العيون المغربية التي وصلتها مساء أول أمس الخميس قادمة من مطار لانتاروتي بجزر الكاناري. وأكدت مصادر مغربية وثيقة الاطلاع «للعلم» أن الاتفاق تضمن جملة من الالتزامات التي أكدت المواقف المغربية في هذا الصدد خصوصا ما يتعلق بالتزام المسماة حيدر بالقوانين المغربية المعمول بها في كافة أجزاء التراب المغربي، بما يعني إقرارا واضحا ونهائيا من المعنية بهذه القضية المفتعلة وتحت إشراف عدة دول بأحقية إعمال القوانين المغربية في الأقاليم الجنوبية المسترجعة ويبدو أن الدافع الانساني كان وراء الجهود التي بذلتها هذه الدول وقاسمها المغرب في ذلك والتي أنهت قضية هذه السيدة. وأكدت مصادرنا أن فرنساوإسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية ستصدربيانات رسمية تتطرق إلى الجهود التي بذلتها كل دولة، لكنها ستتضمن فقرة أو إشارة على الأقل تؤكد حق المغرب في إعمال وتطبيق قوانينه على جميع أراضيه ، بما يعني تمكن السلطات المغربية من توظيف هذه القضية المفتعلة لتحقيق مكسب ديبلوماسي آخر وازن هذه المرة تمثل في الاعتراف العلني لكل من فرنسا والولايات المتحدةالأمريكيةوإسبانيا بحق المغرب بتطبيق قوانينه السيادية على الصحراء المغربية. وبادرت الأممالمتحدة إلى الترحيب بهذا الاتفاق ودعت كل من المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية إلى استئناف المفاوضات. وأفاد بلاغ لوزارة الداخلية أن أميناتو حيدر ولجت مساء الخميس التراب الوطني بعد أن استكملت الإجراءات المعتادة لدى مصالح الشرطة والجمارك بمطار الحسن الأول بالعيون. وأوضحت الوزارة أن عودة أميناتو حيدر إلى المغرب جاءت بعد النداءات المتجددة على الخصوص لعدد من البلدان الصديقة قصد إيجاد « لاعتبارات إنسانية» مخرج للحالة التي وضعت نفسها فيها بإرادتها بعد أن رفضت في 13 نونبر المنصرم استكمال الإجراءات القانونية الجاري بها العمل للولوج إلى التراب المغربي.. وأشار المصدر ذاته إلى أن « المغرب الذي يظل متشبثا باحترام حقوق الإنسان يجدد التأكيد على أنه لن يتسامح لأي سبب من الأسباب مع أي خرق في تطبيق القوانين الجاري بها العمل على مجموع التراب الوطني ومن باب أولى عندما يكون مرتكبو هذا الخرق يتآمرون مع أعداء المملكة ضد المصالح الوطنية ». و أشاد رئيس الجمهورية الفرنسية السيد نيكولا ساركوزي بالمقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي موسع في إطار حل سياسي تحت إشراف الأممالمتحدة في الصحراء وأكد أن التشريع المغربي يطبق في الأقاليم الجنوبية. وفي بلاغ نشر مساء الخميس بباريس اعتبر الرئيس الفرنسي أن التشريع المغربي يطبق في حالة أمينتو حيدر معربا عن الأمل في أن تقوم المملكة المغربية «تماشيا مع تقاليدها التي تتسم بالانفتاح والنبل» بإعادة جواز السفر للمعنية بالأمر لدى وصولها إلى الأراضي المغربية. وسجلت رئاسة الحكومة الإسبانية في بيان نشر مساء الخميس بمدريد أن القانون المغربي يطبق في الأقاليم الجنوبية للمملكة في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود على مستوى الأممالمتحدة لإيجاد حل سياسي للنزاع في الصحراء. وعبرت إسبانيا عن أملها في رؤية مفاوضات السلام تستأنف بسرعة بين أطراف النزاع من أجل تسهيل حل سياسي عادل نهائي ومقبول. وأكد البيان أنه « في الوقت الذي يتم فيه البحث عن حل للنزاع في الصحراء يتلاءم مع موقف الأممالمتحدة تسجل إسبانيا أن القانون المغربي يطبق في الصحراء ». و أشادت كاتبة الدولة الأمريكية السيدة هيلاري كلينتون بقرار المملكة المغربية السماح بعودة أميناتو حيدر لأسباب إنسانية. وقالت رئيسة الدبلوماسية الأمريكية في بلاغ لها « سررت بعد معرفتي بقرار الحكومة المغربية السماح بعودة أميناتو حيدر (...) لأسباب إنسانية ». وأكدت أن هذه البادرة الإنسانية تعكس روح النبل الأصيلة للحكومة والشعب المغربيين مشددة على ضرورة التعجيل بإيجاد تسوية نهائية لنزاع الصحراء.