بمناسبة اليوم العالمي لطَيْفِ التَّوَحُّد.. منذ أكثر من (20) سنة، بدأ العالم المتطور طبيا، ينشغل أكثر، باضطراب طيف التوحد، ومن وقتها تم تخصيص يوم (2 أبريل) من كل سنة، يوما عالميا، للتحسيس بصعوبة التعامل الأسري، والطبي مع هذا الخلل العصبي المعقد، الذي يصيب الآلاف من الأطفال، في سن مبكرة، بداية من السنة الثانية من عمرهم.
وبما أن المغرب هو واحد من دول العالم الذي يعاني أطفاله وأسرهم من معاناة الإصابة باضطراب طيف التوحد، فإن أمهات وآباء وأقارب التوحديين اضطروا لتكوين جمعيات خاصة بهذه الفئة من فلذات أكبادنا، كانت البداية بالرباط، والدار البيضاء وفاس، ثم طنجة وتطوان وجل المدن المغربية تباعا، معتمدين على إمكانياتهم المادية الشحيحة، ومضحين بكل ما لديهم من أجل توفير الحد الأدنى من الاحتياجات والمتطلبات لمواكبة ما يفرضه عليهم أطباء الاختصاص عند زيارتهم بعياداتهم بالرباط والدار البيضاء..
الآن، والحمد لله، وبتضحيات وعذابات و محن هذه الجمعيات تم التوصل لمعرفة كثير من الأمور عن اضطراب طيف التوحد، وتم فتح مراكز متخصصة في العديد من المدن المغربية، وتدعيمها بالمتطلبات الضرورية بما فيها التجهيزات والدعم المالي والأطباء، والمربين ووسائل النقل والترفيه وإذا كانت هذه المراكز لا تسمح لها طاقتها الاستيعابية حاليا باحتواء كل الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد في العديد من جهات المغرب، لأسباب تعرفها الوزارة الوصية على قطاع الشؤون الاجتماعية، ومعها بطبيعة الحال وزارة الصحة، وستعملان مستقبلا على تداركها وتسويتها، فإننا نغتنم فرصة احتفال العالم باليوم العالمي لأطفال التوحد لنوجه نداء صامتا من أعماق وأرواح الآلاف من فلذات أكبادنا التوحديين، لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ملتمسين من جلالته إصدار تعليماته للجهات الحكومية المعنية، من أجل الإسراع بتشييد أحواض مائية، للدلافين المعالجة للأطفال المصابين بطيف التوحد، وأيضا الأطفال المصابين بالشلل الدماغي... وأن هذا الإنجاز الطبي التكميلي بواسطة الدلافين الموجودة بكثرة في منطقة البوغاز والمتوسط، له مثيل في مدن اسبانية مجاورة، كمالقة، وقاديش..
ولإعطاء الصورة لمن يعنيه الأمر، أنشر ترجمة مختصرة، لمقالات صدرت بجرائد اسبانية، تتضمن المعلومات العلمية والطبية التالية:
تحت عنوان: "الدلافين أطباء طبيعيون" جاء فيه: "الدلافين يتم استعمالهم منذ سنوات كمعالجين وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الإعاقة الذهنية اذ يمكن استعمالهم في معالجة المصابين بالتوحد، والشلل الدماغي والسرطان، وحتى الإدمان، بل وحتى كل الاختلالات والاضطرابات في الجهاز العصبي، وأن العلاج الدلفيني يتركز على مناطق محددة في المخ حيث يتمكنون من استهداف المكان المصاب، ويشحنونه بطاقة تنبعث كالشرارة، مستهدفة ما يطلق عليه خبراء هذا النوع من العلاج ب(إيقاظ) الموضع (النائم* في الجهاز العصبي، وهو ما يساعد المصابين بالتوحد والشلل الدماغي على الاستجابة وعودة النشاط العلاجي". وفي مقال آخر يؤكد الدكتور "دوبس هوراس" من اسكوسيا، والدكتور "ديفيد ناتاسون" من فلوريدا، اللذان أجريا عدة تجارب ميدانية دامت (20) سنة، بأن للدلافين تأثيرا عاطفيا كبيرا، على الأشخاص المصابين بالصدمات النفسية والعقلية، وأن للدلافين ذات الفم الشبيه بقنينة الماء الزجاجية، حاسة خارقة لعلاج الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، ودراوْن. فهل سينعم أطفال التوحد ببلادنا بحق ملامسة، ومداعبة الدلافين المعالجة للتوحديين ولسواهم من المصابين والمصابات بالشلل الدماغي وباقي الاضطرابات ذات الصلة بالمخ والجهاز العصبي؟ ذلك ما نرفع من أجله أكف الضراعة إلى العلي القدير، ونحن في شهر التوبة والمغفرة والأجر والثواب.