L'ODJ ديجيتال تنتج فيلما وثائقيا يؤرخ لمسار منير الرحموني أحد رواد ونوابغ الصحافة المغربية الناطقة بالفرنسية وشهادات حية في الحفل تعيده إلى الحياة عبر الذاكرة التأمت ثلة من رواد الفن والصحافة والسياسة المغربية، مساء أمس الأربعاء فاتح فبراير الجاري، في رحاب المعهد العالي للإعلام والاتصال في حفل تكريمي نظمته مؤسسة الرسالة الإعلامية التي تصدر جريدتي العلم ولوبينيون وباقة إعلامية رقمية متكاملة "L''ODJ Digital" ، لإحياء ذاكرة أحد ألمع نجوم الصحافة المغربية الناطقة بالفرنسية، "منير الرحموني" الذي بصم من خلال الملحق "رأي الشباب" بجريدة "لوبينيون"، على مسار مهني خطه المؤرخون بحبر من ذهب في سجلات تاريخ الصحافة المغربية. وفي كلمة الحفل الافتتاحية، عبّر عبد الصمد مطيع، نائب مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، عن فخره وسعادته للمشاركة في حفل تكريم أحد أبرز رجالات الصحافة المغربية، مستشهدا بأبرز المواقف الجميلة التي عرف بها الراحل، والذي كسب من خلالها عشرات آلاف القلوب خلال مسيرته المهنية، وكذا اهتمامه بشؤون الشباب في الملحق الذي كان يسهر على إخراجه من خلال جريدة "لوبينيون"، بل وزادها إشعاعا في أوساط قرائها، وخاصة الشباب منهم، الذين كانوا يجدون في صفحات الرحموني الملاذ لآرائهم وكلماتهم وأشعارهم، بل وحتى الفنانون الرواد، نهلوا من فيض صفحاته، واتخذوا لأنفسهم أحايزا بها. لم تنته الشهادات في حقه، من غزارتها، وهذه المرة عبر عمر الهيلالي، مدير مطبعة الرسالة وأحد زملاء الرحموني في المهنة، في كلمة نيابة عن طاقم مؤسسة الرسالة وصحافييها، الذي قال إن الرحموني كان شخصا معطاء ورصينا في كتاباته، وأديبا حينما تداعب أصابعه القلم، ومدادا فياضا بالكتابات التي كان يسهر على إعدادها بما أفرزته قريحة الأظرفة الصفراء، التي كانت ترد عليه بالمئات في اليوم، وهو وصف قليل لعددها الحقيقي، حيث لا تجد مساحة فارغة بمكتبه إلا ورصت فيها الأظرفة الصفراء، الآتية من كل أنحاء المغرب، تخطب ودّ صفحاته، فكان يولي كل واحدة منها وقتها الكافي، ويقوم بإعادة تحريرها ونشرها باسم صاحبها في الفضاء الذي خلقه بالجريدة ركنا لتواصل الشباب، يشبه إلى حد كبير فضاء الفايسبوك الذي نعرفه اليوم، فلا تخلو الأكشاك المغربية من طالبي لوبينيون المتضمنة ل"أوبينيون دي جان Opinion des jeunes". وأضاف الهيلالي، في معرض كلمته قائلا، "أتذكر جيدا، أني دخلت على مكتبه في أحد الأيام، فوجدته هائما في بحر الآلاف من الأظرفة هنا وهناك وهو يطالع إحداها باهتمام، فسألته، هل تقرأ الرسائل واحدة واحدة، أم تنتقي ما تود نشره؟ فصدمني بأنه يطالع واحدة بواحدة ويهتم بها ويعدها للنشر، فاستغربت متسائلا، وهل يمكنك فعل ذلك؟ فأجابني، إن لم أفعل ذلك فلا أستحق أن أكون منير الرحموني.. " وكان للفنان نعمان لحلو، جانبا من هاته الشهادات، حيث قال، إن الرحموني منير، كان أول صحفي مغربي يكتب عن فنه وعمله الغنائي وذلك في نوفمبر 1991، والتي لا زال يحتفظ بنسخة مصورة منها بمكتبته الرقمية. وأضاف لحلو، أن ما كان يقوم به منير الرحموني، عبر ملحقه، يقوم مقام وزارة الشباب والثقافة والتواصل، لأنه كان يجمع هذا الثالوث في صفحاته، فالمثقف والفنان والمبدع يجد متسعا بين فقراته، والشباب أيضا، كما كانت صفحاته فضاء للتواصل وتبادل الأفكار والإبداعات بين كل أطياف المجتمع. شهادات انفجرت كنبع لا ينضب في حق الصحافي الراحل منير الرحموني، من طرف زملائه في المهنة كالجديدي، والحجام، والراشدي وداودة وغيرهم من الصحافيين وكذلك من الفنانين والسياسيين، الذين أجمعوا الكلمة الجميلة في حق الرحموني صاحب الذكرى الخالدة التي طبعها في نفوسهم، كما في نفوس أسرته، ليتوج رمزا من الرموز الخالدة.