تميز الاجتماع المشترك بين أعضاء فريقي حزب الاستقلال بمجلس المستشارين ومجلس النواب والذي ترأسه الأمين العام لحزب الاستقلال الأستاذ عباس الفاسي رفقة وفد هام من قيادة الحزب ووزراء الحزب في الحكومة بالنقاش الناضج والمسؤو ل حيث تدخل عدد كبير من أعضاء الفريقين مثيرين قضايا كثيرة تهم المشهد السياسي الوطني والحياة العامة والقضايا المرتبطة بالدوائر التي يمثلونها. وفي هذا الإطار نالت قضية وحدتنا الترابية الحظ الأوفر من هذه التدخلات حيث دعا بعض المتدخلين الى ضرورة المساهمة الفاعلة للبرلمانيين في التعبئة الشاملة لمواجهة كافة المؤامرات التي تستهدف قضيتنا الوطنية إن على المستوى الداخلي أو الخارجي، وطالبوا من الحكومة المزيد من تكثيف الجهود لتسريع وتيرة التنمية في هذه المنطقة. وشددوا التأكيد على ضرورة وضع حد لثلة من الاشخاص الذين ينشطون في هذه المنطقة خدمة لأجندة سياسية خارجية تؤطرها كل من الجزائر والانفصاليين، وأشادوا في هذا الإطار بالخطاب الملكي السامي التاريخي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الاحتفال بالذكرى الرابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء المظفرة، وطالب المتدخلون بأهمية الاستجابة لمطالب السكان المتعلقة ببعض القطاعات. وفيما يتعلق بالمشهد السياسي الوطني نبه بعض المتدخلين الى خطورة سيادة بعض المظاهر السيئة خصوصا ما يتعلق بظاهرة الترحال السياسي التي تجسد خرقا سافرا للفصل الخامس من قانون الأحزاب. وطالبوا بضرورة إيجاد حل لهذه الاشكالية. وركزت بعض التدخلات على علاقة الوزراء بالبرلمانيين حيث أشادت أغلبية هذه التدخلات بهذه العلاقة حيث يحرص الوزراء على إعطاء أهمية بالغة للتواصل مع جميع البرلمانيين وقدموا شهادات حول النتائج المثمرة التي أثمرتها خصوصا ما يتعلق بإنجاز مشاريع تنموية هامة، بيد أن تدخلات أخرى عابت ضعف التواصل على هذا المستوى وألحت في المطالبة بضرورة إعطاء الأهمية الكبيرة للتواصل بين البرلمانيين الذين يواجهون ضغط الاحتياجات المحلية ومطالب السكان والوزراء. ونوهت جميع التدخلات بعملية أداء العمل الحكومي حيث تحققت نتائج مبهرة تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس رغم أن الظروف الاقتصادية الاقليمية والدولية تميزت بالصعوبة ومثلت إكراها حقيقيا واستدلوا في هذا الصدد بالانتكاسات التي أصابت عدة اقتصاديات، وعبروا عن مساندتهم المطلقة لهذه الجهود. وفي موضوع وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية الذي تضمنها الخطاب الملكي السامي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الرابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء المظفرة أكد المتدخلون على تثمينهم لمضامين الخطاب الذي تضمن مخططا واقعيا ومهما لتسريع وتيرة التنمية بهذه الربوع وعبروا عن شديد استنكارهم للمغالطات التي حاولت بعض الجهات توظيفها فيما يتعلق بتصريح الوزير الأول أمام مجلس الحكومة في هذا الصدد، وأكدوا أن حزب الاستقلال لا ينظر بتفاوت للجهات وللمواطنين، وبذلك ليست هناك جهة من درجة أولى وأخرى من درجة ثانية وليس هناك مواطن من درجة أعلى وآخر من درجة أسفل، ونبهوا الى خطورة التوظيف السياسي المغلوط لما يتعلق بقضية وحدتنا الترابية، ودعوا الحكومة إلى الرد على مجمل المغالطات ومحاولات تضليل الرأي العام وطالبت تدخلات أخرى بتكثيف الاهتمام بالعالم القروي بالخصوص الذي رغم كل المجهودات التي بذلتها الدولة فيما يتعلق بالطرق والماء الشروب والمساكن والكهرباء وغيرها، فإنه مع ذلك لايزال يعرف خصاصا كبيرا، منوهين في هذا الصدد بالتضحيات الجسيمة التي يتحملها الموظفون والعاملون الذين يؤدون واجباتهم في العالم القروي كما تطرقت تدخلات أخرى إلى كثير من القضايا المستجدة خصوصا تقرير اللجنة النيابية الاستطلاعية حول أسعار الأدوية ووقائع الإعلام في بلادنا وأداء صحافة حزب الاستقلال حيث نوهت تدخلات لهذا الأداء وطالبت بالسعي نحو تحقيق المزيد ، وتوقفت تدخلات أخرى على ضرورة متابعة صحافة الحزب للقضايا والأخبار المتعلقة بالنواب والمستشارين الاستقلاليين في جميع دوائرهم. وحظي التنظيم الحزبي الاستقلالي بجزء مهم من هذه التدخلات حيث أكد نواب ومستشارون استقلاليون أن الزمن السياسي يؤكد أن انتخابات 2012 التشريعية أضحت على الأبواب لذلك لابد من الإسراع برص تنظيمات الحزب على كافة المستويات القطاعية والجغرافية. وعبروا عن استعدادهم الكامل للانخراط في هذا الجهد. وفي ختام المناقشة تقدم الأخ عباس الفاسي الأمين العام للحزب بتعقيب عما تضمنته بعض التدخلات وأعلن في هذا السياق عن إجراءات لتكثيف التواصل مع جميع البرلمانيين، وأخبر الحاضرين بالبرنامج التنظيمي الذي أعدته قيادة الحزب وأقرته للنهوض بأوضاع الحزب تنظيميا. ودعا الحاضرين الى ضرورة الانفتاح على مكونات المجتمع المدني والاعلامي والمحلي والجهوي على الخصوص.