فاز الرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، يومه الأحد 30 أكتوبر، على الرئيس الحالي جايير بولسونارو، في انتخابات شهدت عودة مبهرة للزعيم اليساري ونهاية أكثر الحكومات ذات التوجهات اليمينية في البرازيل منذ عشرات السنين، حسب ما أوردته وكالة "رويترز". وحصل لولا على 50.8% من الأصوات مقابل 49.2% لبولسونارو بعد فرز 99.1% من أجهزة التصويت وهو ما وصفته المحكمة العليا للانتخابات بأنه كافٍ "لتحديد نتائج السباق حسابياً". ومثل التصويت رفضاً للشعبوية اليمينية المتطرفة لبولسونارو الذي خرج من المقاعد الخلفية للكونغرس لتشكيل ائتلاف محافظ جديد، لكنه فقد الدعم بعد أن شهدت البرازيل إحدى أكبر نسب الوفيات في العالم بسبب جائحة كوفيد-19. وتعهد لولا بالعودة إلى النمو الاقتصادي الذي تقوده الدولة والسياسات الاجتماعية التي ساعدت في انتشال الملايين من براثن الفقر عندما حكم البرازيل من عام 2003 إلى عام 2010. كما وعد بمكافحة تدمير غابات الأمازون المطيرة الذي وصل الآن إلى أعلى مستوى له منذ 15 عاماً، وكذلك جعل البرازيل رائدة في محادثات المناخ العالمية. جدير بالذكر أن "لولا" ابتسم له الحظ في 2002، حيث نجح في الوصول إلى سدة الحكم، لينقل البرازيل خلال فترتين رئاسيتين من دولة ترزح تحت اقتصاد متعثر إلى مشروع عملاق اقتصادي سريع النمو بفائض بلغ نحو 200 مليار دولار عند مغادرته للسلطة، وذلك بفضل رؤية تكاملت فيها الجوانب الاقتصادية والاجتماعية. وبعد مغادرته السلطة في 2011، واجه لولا دا سيلفا تهماً بسوء استخدام الأموال العامة في تمويل حملته انتخابية عام 2004، ورغم الإدانة إلا أن دا سيلفا يتصدر حالياً سباق الانتخابات الرئاسية، نظراً لأنه كان يوماً الرئيس الأكثر شعبية في البرازيل. اليوم وضع الشعب البرازيلي ثقته مجدداً في لولا دا سيلفا، وأعاده إلى سدة الحكم، حيث تنتظره ملفات سياسية واقتصادية مهمة، يأمل البرازيليون أن يكون "لولا" قادراً على حلها والوصول بهم إلى بر الأمان.