في ظل استمرار الاحتجاجات في إيران على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني أثناء توقيفها لدى الشرطة، فرضت وزارة الداخلية قيودا على الإنترنت، فيما أعلنت الجامعات تعطيل الدوام الرسمي، حسب ما كشفت عنه "روسيا اليوم". وحول آخر التطورات الأمنية المتعلقة بالاحتجاجات التي اندلعت منذ مقتل أميني بعد أن أوقفتها "الشرطة الأخلاقية"، تمكنت قوات الأمن الإيرانية في عمليات مشتركة لوزارة الأمن واستخبارات الحرس الثوري من إلقاء القبض على نحو 80 شخصا من قيادات الاضطرابات غرب البلاد، كما تم إلقاء القبض على عناصر متورطة بالاضطرابات في مدينة زاهدان بمحافظة سيستان وبلوشستان شرق البلاد. واعتقلت قوات الشرطة والحرس الثوري الإيراني 739 شخصا، بينهم 60 امرأة. وقد أكد مصدر أمني لوكالة "تسنيم" أن "أكثر من 1200 من المتورطين بأعمال الشغب الاخيرة يخضعون لرصد قوات الأمن، وقد تم اعتقال عدد من هؤلاء حتى الآن". بدوره، أعلن قائد شرطة كردستان، أنه "خلال الاضطرابات والتجمعات الأخيرة في المحافظة أصيب أكثر من 100 شخص من القوات الأمنية، وقتل أربعة أشخاص حتى الآن على يد مناهضي الثورة خلال أعمال الشغب والتجمعات في مدن كردستان"، معتبرا أن "مقتل هؤلاء بأسلحة لا تعود للقوات الأمنية تأتي ضمن عملية منظمة لافتعال عمليات قتل واتهام الحكومة بها". كما أعلن الجيش الإيراني عن مقتل أحد عناصر المشاة من منتسبي القوة البرية للجيش في مدينة قوجان بمحافظة خراسان، بينما كان يحاول مساعدة قوات الأمن على تفريق المتظاهرين. وفي السياق، أمر غلام حسين محسني ايجه، رئيس القضاء الإيراني، الادعاء العام والسلطات القضائية الإيرانية "التعامل بحزم مع العناصر الرئيسية لأعمال التخريب والعناصر المحترفة بإثارة أعمال شغب، ومن يعمل على الإخلال بالأمن النفسي للمواطنين والأشخاص الذين تسببوا في إلحاق الضرر بالآخرين والممتلكات العامة والحكومية والمتمردين على قرارات الشرطة"، مشددا على "ضرورة التعامل مع الجماعات والأشخاص المرتبطة بأجهزة مخابرات أجنبية وفقا للقانون". هذا وأكد عمدة طهران علي رضا زاكاني، أن "عمال نظافة البلدية لم يسلموا من هجوم مثيري الشغب بينما كانوا يقومون بتنظيف الشوارع من بقايا أعمال الشغب"، مبينا أنه "تضررت 43 حافلة ركاب و54 موقف للحافلات في العاصمة، وألحقت أضرارا ب23 من سيارات الاطفائية وتم إحراق احدها". فيما أعلن مدير الدفاع المدني في طهران، أن "سيارات إطفاء في طهران تعرضت لخسائر تقدر بنصف مليار دولار"، مبينا أنه "تم تخريب 25 من معدات وسيارات إطفاء الحرائق الخفيفة والثقيلة. كما قام مثيرو الشغب بقلب سيارة إطفاء وإضرام النار فيها أثناء توجهها للقيام بمهمة اطفاء حريق". بدوره، أعلن سلمان اسماعيلي محافظ مدينة ملاير بمحافظة همدان غرب إيران أنه "خلال الأحداث التي شهدتها المدينة الليلة الماضية، تم اعتقال 69 شخصا وعُثر بحوزتهم على أسلحة نارية وعتاد ومتفجرات"، مبينا أن "بعضا منهم يمتلك سوابق واضحة من الارتباط التنظيمي ببعض التنظيمات الإرهابية وجماعة "مجاهدي خلق" ومناهضي الثورة". وأضاف: "بحسب المعلومات المتوفرة كانوا ينوون قتل مواطنين لاتهام الحكومة بذلك لم ينجحوا بتنفيذ مخططهم". هذا وقررت وزارة الداخلية الإيرانية فرض قيود على اتصالات الانترنت، ولا يمكن استخدام خدمة "انستغرام" و"واتسآب" من داخل إيران منذ الأربعاء الماضي حسب قرار مجلس الأمن التابع للداخلية الإيرانية. وأعلنت عدد من جامعات العاصمة منها جامعة طهران والعلامة الطباطبائي وخواجة نصير والعلوم والصناعة وبيام نور والزهراء إلى جانب جامعات في مدن إيرانية أخرى أن الدوام الرسمي في الأسبوع الأول من دوام الجامعات سيكون عبر الإنترنت ليتم استئناف حضور الطلاب في صفوف الجامعات ابتداء من الاسبوع الثاني مع بداية شهر أكتوبر المقبل. وقال النائب المحافظ مازندران، روح الله سلكي إن "مثيري الشغب هاجموا الليلة الماضية، 41 منشأة حكومية و11 من العقارات الخاصة في محافظة مازندران وقاموا بتخريب هذه الأماكن وإشعال النيران فيها. كما قاموا بالاعتداء على العناصر الأمنية وقوات البسيج ما أدى إلى جرح 76 منهم".