جمعية الأمل المسرحي للثقافة والتربية والفن، التي تأسست سنة 1977 من أحد أبرز الوجوه التربوية والمسرحية الأستاذ صوصي محمد علوي صاحب شخصية «بابا عيشور» الشهيرة، والتي تملك في رصيدها 14 دورة للمهرجان الجهوي لأغاني وموسيقى وإبداعات الشباب والطفولة، و31 مهرجانا بين إقليمي وجهوي ووطني، وعالمي، والحاصلة على جوائز لمسرحياتها المتنوعة كلعبة مسرحية، والمخرج، والمزبلة الفاضلة، وواحلوا الباب، إضافة لنشاطات أخرى، هذه الجمعية بشبابها المتقد حيوية وإبداعا، كانت ستحل ضيفة على الملتقى الوطني للحوار التلمذي الذي نظمته الشبيبة المدرسية، في إطار برنامج العطلة للجميع، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، كانت ستعرض آخر عمل مسرحي لها «واحلوا الباب» الذي يلخص في شكل كوميدي هزلي، أحداثا اجتماعية أمام باب كبير لمدينة مغربية، تلك المدينة التي أوصدت بابها «العساس» أمام باقي شخوص المسرحية (الحلايقي، العطار إلخ...)، إلا أن العرض المسرحي في مضمونه تحول إلى حقيقة، أمام الباب العملاقة لبناية مجلس مقاطعة يعقوب المنصور، حيث أوصد «باشا» يعقوب المنصور كما قدم نفسه لشباب الفرقة ومسؤولي الشبيبة المدرسية، ليخبرهم بكل بساطة بأنهم ممنوعون من القيام بالنشاط، ناصحا إياهم بالابتعاد عن السياسة، ومقترحا أن يتكلف شخصيا بمصاريف كراء قاعة لهم، «الباشا» برر المنع بالخوف من سرقة الملفات، لأنه لا يثق في المجلس الذي رخص لهم بإقامة النشاط، في قاعة مظلمة، «الباشا» ذاته الذي يقبع في إطار تقريب المعاناة من المواطنين في الطابق الأخير من البناية، مستعملا مصعدا خاصا، وهو نفسه كسلطة الوصاية الذي لم يستطع إصلاح أعطاب الكهرباء المتتالية ببناية كلفت الكثير من أموال الشعب، والمفارقة أن النور الوحيد الذي يبقى مضاء طيلة الليل يوجد في طابق السيد «الباشا» الذي ولا شك لازال يعيش زمنا ولى، يعتمد الوعود الفارغة، والسلطة الوهمية، «الباشا» الذي لم يستطع منع فوضى الترامي على الملك العام، وفوضى محاصرة أحياء بكاملها بمخلفات الباعة المتجولين، ومسار السير للطاكسيات الكبار، «الباشا» الذي يريد كراء القاعة لجمعية وطنية، ولم يفكر في إصلاح أعطاب البناية التي حولها لقلعة منيعة لسعادته، وهو نفسه الذي لم يستطع فتح ما يسمى المركب الثقافي الذي أصبح من بين المآثر التاريخية ليعقوب المنصور، معروف عن سيادته أنه كثير الكلام، قليل الفعل. منع «الباشا» شبابا من مختلف مناطق المغرب من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه من لحظة فنية غنية بالإبداع، لكنه لم يستطع ولن يستطيع منع الإصرار من بناء مغرب الديمقراطية والقانون، للسيد «الباشا» نقول إذا كان لك صراع مع مجلس مقاطعة يعقوب المنصور لهذا السبب أو ذاك، فهناك طرق كثيرة يمكنك سلكها دون أن يكون المواطنون ضحايا، أو أدوات في صراعات هم منها براء، إن القائمين على تدبير الشأن العام مطالبون بتخليص يعقوب المنصور، بل الوطن كله من مثل هذه العقليات التي لا تساير المفهوم الجديد للسلطة كما أعلنه ويمارسه فعليا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ونقول ل للسيد «الباشا» إن الكرسي لايصنع مسؤولا مهما علا شأنه، ولكن المسؤول الناضج لا يحتاج أصلا لكرسي، لأن الوطن كله يحتضنه ولك القدوة في قائد الأمة قولا وعملا، ومع جمعية الأمل المسرحي للثقافة والتربية والفن سنظل نردد: «واحلوا الباب ... السيد الباشا».