قالت صحيفة أميركية إن تصويت السويسريين لصالح حظر بناء مآذن للمساجد، ينبع من مخاوفهم الغامضة إزاء زحف الإسلام وانتشاره في بلادهم، وأوضحت في افتتاحيتها أن الحكومة التي عارضت التصويت تواجهة معضلة تتعلق بالتداعيات المحتملة على المستويين الداخلي والخارجي. وأضافت« ساينس مونيتور» بالقول إنه صحيح أن لدى أوروبا مشاكل كثيرة مع سكانها من المسلمين، لكنها لا تريد صناعة المزيد من المشاكل، وذلك ربما ما حدا باليمين المتطرف في سويسرا إطلاق حملة التصويت ضد بناء مآذن، في ظل الخوف من المجهول. وأوضحت أن سويسرا لم تشهد تفجيرات نفذها من أسمتهم متطرفين إسلاميين كتلك التي شهدتها إسبانيا وبريطانيا، ولا هي شهدت أعمال شغب فجرها لاجئون مسلمون غير شرعيين، ولا هي عايشت احتجاجات دولية كحال الدانمارك إثر الرسوم الكرتونية التي اعتبرها المسلمون مسيئة لرسولهم محمد صلى الله عليه وسلم، ولا حتى فقدت سويسرا سينمائيا شهيرا على يد مسلم متطرف كما هولندا. ومضت الصحيفة إلى القول أن سويسرا لا يسكنها سوى قرابة نصف مليون مسلم، وأن البرقع نادرا ما يشاهد في الشوارع ، وأنه لا أحد حاول تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد. استهجان واستهجنت« ساينس مونيتور» تحول خوف السويسريين من الخطر الإسلامي المجهول إلى حملة استفتاء وطنية لحظر بناء مآذن للمساجد، في حين لا يوجد سوى أربعة منها في البلاد التي تضم قرابة مائتي مسجد. وقالت إن من شأن الحملة، التي حركها اليمين السويسري المتطرف، وعارضتها الحكومة، الإضرار بعلاقات أبناء الشعب السويسري فيما بينهم ، وزيادة الفجوة المتمثلة في العزلة بين المسلمين وغير المسلمين، بالإضافة إلى التحديات التي قد تواجهها البلاد. ومضت الصحيفة تقول إن أبرز التحديات، التي ستواجهها الحكومة السويسرية، يتمثل في كيفية معالجتها لظاهرة الخوف الوهمي من المد الإسلامي كذاك الذي يسيطر على الساحة الأوروبية وأوضحت أن المخاوف الأوروبية إزاء انتشار الإسلام "المتطرف" بعضها واقعي حقيقي، وأخرى وهمية متخيلة، والبعض الآخر مخاوف مصطنعة، وأن المعضلة أمام الحكومة السويسرية تتمثل في كيفية إيجاد حل لخوف وهمي مجهول، في ظل التحذيرات من ردة فعل إسلامية إزاء الخطوة السويسرية.