ونعم الدرس..!! اندلعت الحرب بُعيد التهديد والوعيد، روسيا كانت حاسمة في قراراتها، ولم تكن تخاف من حلفاء أوكرانيا الذين تواروا عن الأنظار بعد نشوب الحرب.
كانت واشنطن تتوعد روسيا إن هي تجرّأت على اقتحام أوكرانيا.. طبعا روسيا تعرف جيدا قدراتها السياسية والعسكرية وأن ما يقع بينها وبين أوكرانيا شأن إقليمي لا دخل للقوى الأخرى في ذلك مادامت المصالح لها أبعاد أخرى ..
كل قوى الناتو لزموا الصمت والمتابعة من بعيد .. وأن ما يقع بينهما يدخل في إطار تصفية حسابات إقليمية ومحلية وأيضا لو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها تدخلوا في هذا الشأن فسوف تكون الفاتورة ثقيلة ومكلفة سياسيا وعسكريا، وأن ما بيد الروس من إمكانيات لا يمكن للحلفاء أن يدفعوا تكلفتها الباهظة .. فهم يعلمون جيداً أن الرّوس متمرسون على خوض مواجهات طويلة، ويملكون طاقات عسكرية ليس لها حدود .. القضية ليست بالسهلة بالنسبة لحلف الناتو..
فمرحلة الأزمة تقتضي تقديم القرابين لإنقاذ ماء وجه الحلف، وهذا ما قام به الناتو، الذي قدم أوكرانيا كبش فداء للدب الروسي .. مثلما فشل مجلس الامن في ذلك، فأمريكا تعرف جيدا أن روسيا ليست هي العراق أو أفغانستان .. فالأمر ليس سيان، ويختلف كثيرا إذا ما قارناه من عدة أوجه ..
لا يختلف العالم على أن روسيا تملك ترسانة نووية عملاقة، و لديها غواصات تحمل رؤوسا نووية قادرة على بلوغ أهداف بعيدة المدى وبدقة عالية، كما أن هناك ذكاء وجبن مبالغ فيه من حلف الناتو، فانقشع الضباب ورفع ستار العيون، وتكشفت الحقائق المخفية بين الدول المهيمنة والمتصارعة، وتحوّل التهديد والوعيد، بعد وقوع الأمر إلى تملص واعتذار غير مباشر، مخافة اجتياح دب الثلج لغرب أوروبا بعد ان يسحق شرقها، وبدأ الناتو والأمم تنشد مطلع قصيدة كعب بن زهير "بانت سعادُ..".
وختمها الرئيس الأمريكي جو بايدن قائلا : سنصلي أنا وزوجتي من أجل أوكرانيا .."، يعني بصريح العبارة " فلتذهب أوكرانيا إلى الجحيم "