تتواصل ردود الفعل الرافضة لنتيجة التصويت لصالح حظر بناء مآذن المساجد في سويسرا ، حيث ذهبت مختلف المواقف والأراء إلى استهجان الاستفتاء الذي سمحت به الحكومة السويسرية ، وباستثناء بعض الأصوات النشاز من اليمين المتطرف في الدانمارك وهولاندا ، فإن جميع ردود الفعل المعبر عنها، سواء في الأقطار الإسلامية، أوالدول الغربية، تراوحت بين الرفض و الاستياء والانزعاج اتجاه نتيجة الاستفتاء، وهي المواقف نفسها التي عبر عنها علماء المغرب عبر المجلس العلمي الأعلى الذي استنكر حظر بناء الصوامع في المساجد مهما كان مصدره ، ويرى في ذلك نوعا من أنواع التطرف والإقصاء. وقد عبرت مختلف الشخصيات المغربية من المتخصصين والباحثين في قضايا الإسلام، في تصريحات للعلم ، عن رفضها القاطع للتوجه الذي سارت فيه سويسرا ، مشيرة إلى أن قرار منع بناء المآذن يضرب في العمق حرية الأديان ويمثل إزعاجا حقيقيا للمسلمين . وعبر الأستاذ أبو بكر القادري عن قلقه الشديد من هذا القرار المثير ، معتبرا أنه يشكل إهانة للمسلمين وانتهاكا لحرية المعتقد، وأوضح الأستاذ محمد السوسي أن القرار لا يرتبط بالحكومات بل بطغمة يمينية متشددة، داعيا المسلمين إلى التحلي باليقظة ، والعمل على إشاعة الصورة السمحة للإسلام بعيدا عن كل مظاهر التطرف ، كما استغرب الأستاذ بلبشير الحسني أن يصدر هذا القرار من بلد ديمقراطي ، مشيرا إلى أن هذا التوجه يعكس إشكالية كبيرة في عمق العلاقة بين العالمين الإسلامي والغربي. ودعا الدكتور أحمد العبادي أمين عام الرابطة المحمدية لعلماء المغرب جميع المسلمين في سويسرا إلى بذل مجهود كيير و العمل على نشر قيم التسامح والإيخاء التي يرتكز عليها الإسلام ، من أجل تغيير نتيجة التصويت التي أبرزت أن هناك أيضا فئة عريضة من الشعب السويسري لم تصوت لفائدة منع بناء المآذن .