معاناة الكسابة تتفاقم وخبراء يحذرون من استفحال الأزمة بالقطاع يعاني مربو الماشية من تداعيات جائحة كورونا والجفاف، إذ يؤكدون أن هذين العاملين أثرا بشكل كبير على قطاع تربية الأغنام والماعز، إلى درجة تأخر الولادات هذه السنة.
وقال عبد الرحمن مجدوبي رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز في تصريح لموقع snrtnews على أن تأخر الأمطار وأزمة كورونا كان له أثر كبير على الكسابة، إذ لم تعد عدد من المناطق تتوفر على الكلأ، سواء بشكل نهائي أو بنسبة كبيرة، بما فيها المناطق التي كانت معروفة ب"الكسيبة"، كمناطق الأطلس المتوسط والمنطقة الشرقية ومنطقة الرحامنة والشمال.
وأوضح مجدوبي، أنه من "المستحيل أن يعيش الكساب الآن"، إذ يصطدم أيضا، إلى جانب العاملين السابقين، بارتفاع أسعار الأعلاف وتكلفة النقل، خصوصا أن العلف مادة مكملة.
ولفت إلى أن غلاء الأعلاف وكورونا عوامل أثرت على الإنتاج الحيواني، ويشرح قائلا "اليوم هناك تأخر في ولادات شهور نونبر ودجنبر ويناير، بسبب الأعلاف المركبة غير المتوازنة، في وقت لا تأكل رؤوس الماشية كثيرا من الكلاء، كما أن الكسابة ليسوا جميعا قادرين على شراء الأعلاف".
وقال "هناك مجهودات كبيرة، وخصصت ميزانية ضخمة، لكن ''الله غالب''، فالعين بصيرة واليد قصيرة. الأعلاف المركبة حاليا تصل إلى 4 دراهم للكيلوغرام، ويتم استهلاكها بسرعة".
وأضاف "هناك مناطق لم يعد الكسابة موجودين فيها، فمثلا مناطق ميدلت وخنيفرة، المعروفة بالكسيبة، تعاني كثيرا، خصوصا مع البرودة القاسية، لذا يجب أن نطالب من الحكومة أكثر مما تقدر عليه لكي تبقى رؤوس الماشية، لأننا نتحدث عن منتوج كبير يتطلب مجهودا كبيرا، ونحن عن اتصال دائم مع مسؤولي وزارة الفلاحة".
كما يعاني كسابة مناطق الرحامنة ودكالة، خصوصا أن المستثمرين يزاحمون الأراضي الرعوية، يقول مجدوبي، قبل أن يضيف "نعيش تأخرا في الأمطار، بل هناك مناطق لم تشهد قطرة، وأخرى تعاني من الرمال، وهذا يؤزم، من جهة أخرى، وضعية السدود".
من جهته، يشدد بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة الوطنية لحماية المستهلك، على أنه يتم استيراد معظم مكونات العلف المركب، مثل الذرة وفول الصويا والوجبات، وهذه المواد عرفت أسعارها ارتفاعا كبيرا على المستوى الدولي.
وسجل أن سعر اللحوم لم يتغير، لأن عملية الذبح مرتفعة نظرا لارتفاع تكاليف تربية القطيع وقلة الأرباح، ودعا، في تصريحه لSNRTnews، الحكومة إلى التدخل.
وكان رئيس الحكومة عزيز أخنوش قد قال، خلال برنامج خاص بث على القناتين الأولى والثانية، إن قلة التساقطات المطرية المسجلة هذه السنة يمكن أن تؤثر على الموسم الفلاحي في بعض المناطق، مشددا على أن الحكومة ستتدخل بشكل مستعجل لدعم الفلاحين عبر برامج تساعدهم على التغلب الصعوبات التي يواجهونها.