العقار ليس بديلا للقاحات والمملكة ستستفيد من الدواء الجنيس في انتظار ترخيص منظمة الصحة يراهن المغرب في إطار سياسته الرامية إلى تطوير المقاربة العلاجية عبر اعتماد عقار طور أخيرا خصيصا لمكافحة أعراض مرض كوفيد 19، في ظل تفشي مجموعة من المتحورات الفيروسية التي تكون أشد فتكا. وتتجه المملكة إلى اعتماد دواء «مولنوبيرافير»، بعدما أثبتت الدراسات العلمية والتجارب نجاعته ومساهمته في القضاء على مرض كوفيد 19. ويعمل عقار «مولنوبيرافير»، الذي يتناوله المريض عن طريق الفم، على تقليل قدرة الفيروس على التكاثر، وبالتالي إبطاء المرض، وهو ما أكدته التجارب السريرية للدواء الذي يخفض بالنصف مخاطر دخول المستشفى والوفاة. وفي هذا الصدد، قال الدكتور الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، إن عقار «مولنوبيرافير» الذي تنتجه شركة «ميرك» الأمريكية ليس وحده، ولكن هناك أيضا عقارا آخر تنتجه شركة «فايزر»، يؤخذان عن طريق الفم في المنزل. وأضاف، أن هذا العقار يعطى للأشخاص في بداية الإصابة بكورونا، وظهور الأعراض، كما سيستفيد منه أصحاب الأمراض المزمنة، مشيرا إلى أن عقار شركة «ميرك» ينقص 50 بالمائة الحالات الخطرة والدخول إلى المستشفى، بينما الدواء الذي تنتجه شركة «فايزر» يخفض بنسبة 90 بالمائة. وتابع المتحدث، أن طريقة عمل دواء «ميرك» تكمن في إجبار الجسم على إحداث تغيرات وطفرات تساهم في قتل الفيروس، بينما طريقة عمل عقار شركة «فايزر» مختلفة، إذ تتجلى في شل «أونزيم» يتواجد داخل جسم المريض يفرزه الفيروس، وبالتالي يمنعه من التوالد والقضاء عليه. وأوضح الدكتور الطيب حمضي، أن ثمن عقار شركة «ميرك» يصل إلى 700 دولار، ولكن هذه الشركة رفقة نظيرتها «فايزر» وقعتا اتفاقية مع بعض المختبرات التي تصنع الأدوية الجنيسة، كما تخلتا عن حقوقهما بالنسبة للدول المحدودة والمتوسطة الدخل، والتي يبلغ تعدادها 95 دولة في العالم ضمنها المغرب، مشددا على أن هذا العقار لا يمكن أن يكون بديلا عن اللقاحات، لأن هذه الأخيرة تعطي للجسم فعالية كبيرة جدا، ودرجة أمان عالية، مقارنة مع نسبة الأدوية، التي تبقى مكملة للقاح فقط. واستطرد قائلا: إن الشخص المصاب بالحساسية أو تم تلقيحه ولكن مناعته ضعيفة ولا تتجاوب مع اللقاحات يمكنه الاستفادة من هذا العقار»، مؤكدا أنه بعد نهاية الجائحة، وإذا تبقت حالات معزولة يمكنها أن تأخذ العقار. وبخصوص اتجاه المغرب لاعتماد دواء «مولنوبيرافير»، أشار الطيب حمضي، إلى أن هذه الخطوة لاتزال مبدئية في انتظار تأشير منظمة الصحة العالمية، مضيفا أن أي دواء هو جزء من العلاجات لهذه الأزمة الصحية فالمملكة سوف تعتمده. وأكد، أن المختبرات التي ستنتج هذا الدواء لم تضع بعد طلبها في المغرب، مشددا على أن شركة «ميرك» ستنتج إلى غاية متم العام الجاري فقط 10 ملايين علبة من عقار»مولنوبيرافير»، ولا يمكن تغطية الطلب من طرف الشركة المعنية حتى منتصف سنة 2022، وهذا مشروط بتسريع عملية الإنتاج ، وإلا سيكون أبعد من هذا التاريخ. من جهته، وصف مولاي المصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني، عقار»مولنوبيرافير»، بالمهم، على اعتبار أنه سيساعد في القضاء على مضاعفات المرض، بحكم أنه دواء علاجي وليس بالوقائي، يحمي الأشخاص الذين تعرضوا للإصابة بكورونا. وقال المتحدث نفسه، إن التجارب التي قامت بها شركة «ميرك» الأمريكية أثبتت نجاعة هذا العقار وقدرته على حماية المصابين، مبرزا أن المغرب يتجه بدوره إلى اعتماده في إطار المقاربة العلاجية. وأكد مولاي المصطفى، أن هناك دولا تنتج أدوية أخرى في هذا الصدد، من قبيل الصين هي في طور التجارب السريرية، مشيرا إلى أن أي عقار فيه منفعة لصحة المواطن فالمغرب سيعتمده، اللهم إذا كانت له مضاعفات.