سكبت بوْحيَ ثجَّاجاً على الورق فأورق الحبرُ من آهي ومن حُرقي من كان مثلي على الآباد في قفص بالٍ صقيل غريبِ الغوْرِ والغسقِ يُفَجِّر البحرَ من جنبيه مصطخبا ويركبِ الوجدَ توّاقاً إلى الألق تضيقُ صفاتي بلون الترابْ وتتسعُ المفردات لشوق الإيابْ... ولابد من خطوة لاحتواءِ المَدَى.. ومِن فكرةٍ تنتشي كالندى... أطل على عطشِ الطين من أفْقِها.. وأُنبتُ في الروح من مائها... روضَة تتقمصُني... في اليبابَ.. **** هنا في سديم دروبي أَلُفُّ بخُرْمِ المدارْ تدورُ أنايَ على نونه ليلَهُ والنهارْ... وأرسبُ في قعرِ طيني بقايَا غبارْ... ورجع نحاس... تُرَقِّصُه الريحُ... دعْها حبيبي... لتحفرَ اِسمَ الغريبِ على قفص من نضَارْ.. وما يفعل القيدُ... ما يفعل الوقت؟ يهزمه ظلُّ هذا الجدارْ... ٭٭٭٭ هنا فيه أخفي من الحُلْم نورسةً للرحيل وفجراً يُهينُني لنزوحٍ عَصِيٍّ... طويل... طويل... هنا فيه أرسم وجهي المحالَ الذي أشتهيهْ... ولونَ وشاحي الغريبَ الذي أصطفيهْ... ٭٭٭٭ أنا من أتى من أقاصي اليباب سلالةَ ظِلٍّ على شجرِ الحالمينْ... وسِرْنا نُعلِّقُ هاماتِنا بين ماءٍ وطينْ... ويرفلُ في حلْمنا النجمُ والبحرُ والشرقُ والغربُ لا شرقَ لا غربَ لا نجمَ غيرُ الذي سكبَ الوقتُ في القفصِ اللَّوْلَبِيِّ الحزينْ... ٭٭٭٭ لنا فيه أمسٌ بعيدٌ ويوم وحيد وغدّ... نسافر فيه إليه ومنه على رَعْشَةٍ في الجَسَدِ... ونسهر فيه مع العابرينَ... على تلة الذاكرهْ... لنسلوَ ما يفعلُ السيفُ بالوجه والخاصِرَهْ... وقد نملأ الكأسَ أنشودَةً من بَرَدْ... فنمضي ولا يرتوي من نداها أحدْ... ٭٭٭٭ ونخضَرُّ... نصفَرُّ سنبلةً للرياحْ.. فيرتطِم الصمتُ فوق الرخامِ المُبَاحْ... ٭٭٭٭ ولو خُيِّرَ الروحُ ما كان في قفص من خرابْ... يُشَيِّعهُ النجمُ نحو سرير الغيابْ... ويسكُنُ خلفَ وجوهٍ بلَون الفصول... غريباً... ليَمْرُقَ في نيزكٍ للأفول... ٭٭٭٭ ولو خُيِّرَ الرُوح كان رحيقَ عنبْ... ليُعْرَفَ ما تفعلُ الكأسُ عند الطربْ... وكان عراجين ضوءٍ على رفْرَفٍ للغرامْ... وكان هديلاً على سِدْرةٍ لليَمَامْ... ٭٭٭٭ وروحي أنا سَافِرٌ في منافي رؤاهْ... يُسافر في نفسه نافِراً في صَداهْ... وينساب منه حنينٌ كَمَسِّ الكمانْ... هنا أو هنالك يُشعلُ حِسَّ المكانْ.... وحدسَ الزمانِ على كوثرٍ غارقِ في الصَّلاهْ ليَخرجَ من ليله والنهار إلى آخَرَيْنِ وراء مجازِ الستارْ... ٭٭٭٭٭ ولي في استعاراتِ روحي شرابُ الفناءْ... نديمِي ضيفي على سُفْرة من ضياءْ... وما صدَّني عنكَ خالٌ وخدّْ ولا قفصُ من دُجى وزبَدْ... وعندي خيالٌ رشيقٌ يفر إليكْ.. ويَسْكَرُ بالحسن من وجنتيكْ... فأرخِ الحجابَ الذي بيننا سيخرقه العشق في كأسنا وألقِ قميصك فوق الجفونْ لعليَ أكشف سرَّ الفتونْ... إفران يوم 09/6/28