أول وأكبر مركز للتلقيح الرقمي في إفريقيا بمعايير دولية بمدينة سلا يستقطب 5000 شخص يوميا من أجل التطعيم ضد كوفيد 19 في إطار تسريع وتيرة عملية التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، يرتقب أن يساهم مركز التلقيح الرقمي باب المريسة، الذي أطلقته وزارة الصحة يوم 24 غشت 2021 في ضمان تلقيح حوالي 5000 شخص يوميا، والذي يعتمد على نظام رقمي مندمج عن طريق رمز للاستجابة السريعة، يمكن من تتبع مسار عملية التلقيح، منذ التسجيل، مرورا بمعاينة الطبيب أو الكشف المخبري في حالة وجود أعراض فيروس كورونا، إلى حين تلقي الجرعة.
في هذا الصدد قالت الدكتورة ياسمينة الأبيض طبيبة بمندوبية وزارة الصحة في تصريح ل"العلم"، إن الهدف من تأسيس مركز التلقيح الرقمي المندمج باب المريسة هو تسريع وتيرة الحملة الوطنية للتلقيح التي انطلقت نهاية شهر يناير، وهو من أكبر المراكز على الصعيد الإفريقي، حيث تصل نسبة استيعابه إلى حدود 5000 شخص، وهو العدد الذي يمكن أن يستفيد من عملية التطعيم يوميا، أما عن اللقاح الذي يتوفر عليه المركز تقول الدكتورة ياسمينة، بأن سينوفارم هو الذي تم اعتماده ساعة انطلاق المركز، لكن تلبية لرغبة المواطنين تم مؤخرا إضافة لقاح فايزر الألماني الأمريكي خصوصا أن وزارة الصحة قامت بتوسيع قاعدة الفئات العمرية التي بإمكانها الاستفادة من اللقاح 17 سنة فما فوق. كما يمكن للمواطنين من مختلف جهات المملكة المتواجدين بمدينة سلا الاستفادة من عملية التطعيم بهذا المركز.
وأكدت المتحدثة أن هناك عوامل عدة تساهم في نجاح مركز التلقيح الرقمي المندمج، منها اعتماد الإجراءات والتدابير الاحترازية منذ ولوج المواطنين إلى المركز وحتى مغادرتهم له، والمثمثلة في التباعد الجسدي والتعقيم المستمر والتوفر على وحدة للكشف المخبري عن كوفيد-19، وقاعة للفحص، وقاعة مخصصة للاستشارة الطبية، وقاعة الملاحظة ثم مخادح التلقيح.
أضافت الطبيبة ياسمينة في السياق ذاته، أن المستفيد من اللقاح لابد أن يجتاز مراحل مهمة كي يصل إلى عملية أخذ الجرعة، والتي تبدأ بمعاينة طبيب خاص يفحص ويقدم أسئلة من شأنها معرفة الحالة الصحية للأشخاص المقبلين على عملية التطعيم، كما يتعين على الطبيب توجيههم إلى أخذ اللقاح المناسب لهم. من بين الإجراءات المعمول بها داخل المركز انتظار الملقح بعد عملية التطعيم مباشرة في قاعة للملاحظة حوالي 15 دقيقة كي يتم التأكد من حالته قبل أن يغادر المركز، كل ذلك في سبيل إنجاح عملية التلقيح.
وتابعت المتحدثة أن مركز التلقيح الرقمي المندمج باب المريسة تم فتحه يوم 24 غشت من السنة الجارية، قصد المساهمة في تلقيح أكبر عدد ممكن من الساكنة، داعية غير الملقحين إلى الإقبال على هذا المركب من أجل تحقيق المناعة الجماعية، مذكرة في الأخير بأهمية أخذ اللقاح بالرغم من أنه لا يحمي بنسبة 100 في المائة من الإصابة بكوفيد 19 إلا أنه يمنع الوصول إلى الحالة الحرجة.
من جهة أخرى أثنت مستفيدة من اللقاح على الخدمات التي يقدمها المركز، إضافة إلى التنظيم وروح العمل الجماعي للأطر العاملة به، وحسن معاملتهم للمواطنين المقبلين على التلقيح، كما استحسنت الخدمات الرقمية التي تسهل العملية، حيث يتيح رمز للاستجابة السريعة، من تتبع مسار عملية التلقيح، منذ التسجيل، مرورا بمعاينة الطبيب، وإلى حين تلقي الجرعة، واصفة العملية بالفريدة من نوعها والأولى على صعيد المملكة، وهو ما شكل في نظرها حافزا من أجل الإقبال على تلقي اللقاح، وبالتالي العودة إلى الحياة الطبيعية في أسرع وقت ممكن.