شهرا بعد إشرافه على تنفيذ مناورات عسكرية استفزازية بالذخيرة الحية بعنوان «الحسم 2021» بمنطقة بشار وتندوف غير بعيد عن الخط الحدودي المشترك مع المغرب، عاد رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة إلى لغة التهديد وأسلوب الضغينة والحقد تجاه الرباط . الجنرال شنقريحة انتهز فرصة الأضواء الإعلامية التي وفرتها فعاليات المؤتمر التاسع للأمن الدولي الذي نظتمه فيدرالية روسيابموسكو قبل أيام ليعيد بالكثير من الانفعال ولغة ركيكة تكرار أسطوانة نظامه المشروخة حول الوضع بالصحراء المغربية التي ما زال أقطاب النظام العسكري الجزائري يوظفون ملف نزاعها المفتعل لتصفية الحسابات الآنية والقديمة مع المملكة .
الرجل القوي بالجزائر زعم دون حياء أمام وفود الدول المشاركة في منتدى يعالج التحديات الأمنية في عالم اليوم أن المغرب هو من خرق اتفاق وقف إطلاق النار بتاريخ 13 نوفمبر 2020 بعد قيامه بتنظيف المنطقة القريبة من معبر الكركرات من عصابات البوليساريو التي أوقفت لأسابيع عملية عبور السلع و الأشخاص بممر حدودي معروف .
شنقريحة الذي يكذب على الأحياء قبل الأموات تناسى، وهو يستدر عطف موسكو ويلتمس انحيازها الى أطروحته الانفصالية المشروخة، أن قيادة البوليساريو هي من سارعت بمباركة من قصر المرادية لاعلان تنصلها من اتفاق وقف اطلاق النار الموقع برعاية أممية و استرسلت من حينه في تدبيج بلاغات العمليات العسكرية الوهمية التي تتلقفها بنهم وغباء وكالة الانباء الجزائرية وتبثها دون تحفظ أو تدقيق للعالم .
نظام الفريق شنقريحة الذي يتفنن ويناور ويلهث لتحويل منطقة الصحراء المغربية و معها الساحل الافريقي إلى ساحة حرب مشتعلة تبرر أجنداته المصلحية والتوسعية بالمنطقة لا يمتلك لا الشرعية ولا المصداقية للتحدث أمام المنتظم الدولي عن «التحديات الأمنية التي يعيشها المجتمع الدولي, لاسيما في المنطقة المغاربية والساحل الصحراوي» .
لقد أبانت القراءة الموضوعية للأحداث الدامية التي تعيشها منطقة الساحل الافريقي أن بصمة المخابرات العسكرية الجزائرية و مسؤوليتها حاضرة بقوة و بسبق إصرار و ترصد في مجريات الأحداث الدموية و مسببات الفوضى و اللااستقرار بالمنطقة بدءا من مالي التي حولها الجنرالات الجزائريون الى حديقة خلفية لتمرير أجندات و خطط التحكم و الهيمنة الجزائرية .
أن يطرح الجنرال شنقريحة اليوم بكثير من العنجهية و المزاعم الكاذبة بلاده طرفا ضمن جهود المجتمع الدولي لتحقيق الأمن والاستقرار في مختلف مناطق العالم, ويعلن استعداد الجزائر للعمل مع شركائها في سبيل مواجهة مختلف التحديات الأمنية والسياسية و هو والعالم يدركان أن له يدا في العديد منها فإن ذلك يتماهى مع شعور ونوايا العاهرة التي تحاضر في الشرف في منتديات الأخلاق والفضيلة .
نتفهم غيظ وحسرة النظام الجزائري وعلى رأسه رئيس اركان جيشه بعد أن تمكنت الرباط بفضل دبلوماسيتها الهادئة وسياستها الحكيمة من الظفر بتتويج دولي جديد يقدر حق قدره دور المملكة في محاربة الظاهرة الإرهابية والتصدي للتطرف و احتضان الرباط لمقر مكتب برنامج الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا.
طبيعي أن مفعول القرار الأممي سيتحول الى صدمة وصفعة مدوية بالنسبة لحكام جارتنا الباحثين عبثا طوال عقود بالكثير من المكر و قلب الحقائق و بقبضة حديدية عن موقع المحاور الدولي في قضايا الأمن و الإرهاب بمنطقة المغرب العربي و شمال افريقيا .