جدد قائد الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة حقد النظام الجزائري العسكري تجاه المغرب، وذلك في مداخلة له بالمؤتمر التاسع للأمن الدولي بالعاصمة الروسية موسكو. وقدم رئيس أركان الجيش الجزائري معطيات مغلوطة حول تعاون بلاده في مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للقارات؛ إذ في وقت تؤكد فيه السلطات الأمنية المغربية رفض الجزائر التعاون مع المملكة في مكافحة الإرهاب، أعرب شنقريحة عن "استعداد الجزائر التام للعمل إلى جانب شركائها من أجل مواجهة التحديات الأمنية التي يعيشها العالم، لا سيما في المنطقة المغاربية والساحل الصحراوي". وكان مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية أكد في تصريحات صحافية أن الجزائر ترفض التعاون مع السلطات الأمنية المغربية في مواجهة الخطر الذي تشكله التنظيمات والجماعات الإرهابية والمتطرفة بالمنطقة، وشدد على أن هذا الأمر يشكل تهديدا حقيقيا، سواء على المستوى الجهوي أو الإقليمي أو الدولي، وبالتالي إضعاف المجهودات التي تقوم بها بقية البلدان. وأكدت معطيات استخباراتية مغربية سابقة أن أزيد من 100 عنصر من جبهة "البوليساريو" ينشطون في صفوف تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، أبرزهم عدنان أبو الوليد الصحراوي الذي قام بعمليات إرهابية عدة في منطقة الساحل. وبخصوص نزاع الصحراء المغربية، كرر قائد الجيش الجزائري موقف بلاده المعادي للوحدة الترابية للمملكة، وقال إن منطقة الصحراء هي "آخر مستعمرة في إفريقيا يطمح شعبها إلى تقرير مصيره بكل حرية". واعتبر المسؤول العسكري الجزائري أن "الانسداد المسجل في تسوية هذا النزاع بناء على قرارات الأممالمتحدة، وتماطل بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي في تعيين ممثل خاص للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، ساهم في عودة القتال بين البوليساريو والمغرب". وبينما تتهرب الجزائر من مسؤوليتها في حلحلة هذا النزاع الإقليمي المفتعل، اعتبر شنقريحة أن "هذا الوضع المقلق المتسم بمخاطر التصعيد العسكري والتدخلات الخارجية من شأنه تأجيج الوضع في المنطقة بأكملها، مما يستدعي من المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته من خلال التقيد بالقانون الدولي في تسوية هذه الأزمة". يشار إلى أن رفض الجزائر التعاون مع المغرب في مجال مكافحة الإرهاب يعقد عملية تعقب الانفصاليين الذين يتلقون تدريبا على حمل السلاح داخل مخيمات تندوف ثم يتجهون إلى منطقة الساحل التي باتت اليوم من بين أخطر المناطق التي تحتضن الجماعات الإرهابية في العالم. ورغم عدم تعاون الجزائر مع المملكة في مجال مكافحة الإرهاب، إلا أن الأجهزة الأمنية المغربية لا تبخل على شركائها في توفير معطيات أمنية بالغة الدقة مكنت من إحباط العديد من المخططات الإرهابية في دول أوروبية عدة، وأيضا في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتتويجا للاعتراف الدولي بتجربة المغرب في مكافحة الإرهاب، جرى أمس بالعاصمة الرباط، افتتاح مكتب الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا. وسيعتمد المكتب الإقليمي الجديد على تجميع خبرات المغرب ومكتب الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب من أجل توفير تدريب جيد لفائدة الدول الإفريقية، وفق مقاربة تضامنية وتشاركية تعكس روح المسؤولية الجماعية، لكن لا يتوقع انخراط الجزائر في هذا المجهود.