انتهت عملية نقل الحجاج المغاربة إلى الديار المقدسة التي ابتدأت من 26 أكتوبر 2009 إلى غاية 21 نونمبر وقد هيأت الخطوط الملكية المغربية 22 طائرة تحمل كل منها 498 حاج و28 طائرة تتسع ل 234 حاج و6 طائرات تتوفر على 229 مقعد وطائرة واحدة تحمل 118 حاج. خلال موسم الحج لهذه السنة وجهت وزارة الأوقاف تعليمات إلى الحجاج بالوصول إلى المطار قبل ست ساعات من موعد إقلاع الطائرات لكي يتم تنظيم عملية التلقيح التي لم يكن قد استفاد منها الحاج من قبل. وبما أن معظم الحجاج لم يسبق لهم أن سافروا على متن الطائرة نود أن نزودهم ببعض النصائح التي ستساعدهم على تفادي بعض الأعراض الصحية التي يمكن أن تفاجئهم أثناء ذهابهم وعودتهم على متن طائرات الحج. إن القلق من الأعراض التي يمكن أن يعاني منها المسافر أثناء سفره أحيانا، وقد تعتبر هذه المسألة طبيعية إلى حد ما بسبب ظروف ومشاق السفر. ولايلبث هذا القلق أن يبدأ بالتلاشي والزوال تدريجيا بعد أن يصل الحاج إلى محطة إنطلاق سفره في الوقت المناسب وينتهي من إجراءات السفر وإيداع الحقائب والجلوس في مقعده المخصص بالطائرة. من هنا يبدأ الحاج عادة بالإستمتاع برحلته التي طالما تمناها في حياته ويطلق العنان لعواطفه الدينية ومخيلاته. لكن أحيانا يحدث العكس إذا لم يستطع الحاج السيطرة على هذا القلق بسبب فراق الأهل والخوف من مصير الطائرة، وهنا من الممكن جدا أن تحدث للحاج عوارض صحية مزعجة أثناء سفره خصوصا أثناء دخول الطائرة في مناطق من الضباب الذي يؤثر على مدى الرؤية تأثيراً كبيراً ويحدُّ منها إلى درجة تدعو إلى القلق والإرتباك. إن الطائرات لاتستطيع أن تقوم برحلات أثناء الضباب الكثيف بدون التوفر على نظام لاَسلكي يرشدها في مناطق الضباب الخفيف والقليل. إن أغلب حجاجنا يكونون في سنٍّ متقدم من العمر وسيُطْلب منهم المكوث في مقاعد الطائرة لمدة لاتقل عن ست ساعات لذلك يجب المحافظة على الشكل الطبيعي للعمود الفقري بجميع تقوساته، ويستحسن تفادي الحركات المفاجئة أو السريعة بحيث يجب استخدام الساقين والساعدين وليس فقط الظهر. إذا كان هناك تلفازاً في الطائرة يجب الجلوس في وضعية مقابلة لهذا الجهاز لتجنب رفع أو خفض أو دوران الرأس، وأن يكون العمود الفقري شيئا ما مائلا للوراء ومُدعّما إلى حد العنق والأيدي بمسْندة. إن الحاج الذي يكون جالسا في مقعد مخرج الطوارئ عليه تعريف نفسه لأفراد الطاقم في حال لم تكن لديه القدرة على القراءة، التحدث أو فهم اللغة أو الرسوم الموجودة داخل بطاقات تعليم الأمان أو التعليمات الشفاهية من طرف أفراد طاقم الطائرة. لاقدر الله، في حالة الطواري، عندما يكون أفراد طاقم الطائرة غير متواجدين للمساعدة فعلى الراكب الذي يشغل كرسي بجوار المخارج أن يقوم بالآتي: - تحديد موقع مخرج الطوارئ. - التعرف على كيفية فتح هذا المخرج. - استيعاب التعليمات الخاصة بفتح هذا المخرج. - فتح وتشعيل مخرج الطوارئ - التأكد من أن فتح مخرج الطوارئ لن يتسبب في زيادة المخاطر التي من الممكن أن تواجه الركاب. - إتباع الإشارات والتوجيهت الصادرة عن الملاحين الجويين. - وضع وتأمين باب مخرج الطوارئ في مكان لايعيق استعمال هذا المخرج. - المرور بسرعة من مخرج الطوارئ ثم تحديد وإختيار سبيل السلامة بعيداً عن مخرج الطوارئ. بالإضافة إلى هذه المهام يطلب من الحجاج الجالسين في صف المقاعد المجاور لمخرج الطوارئ إبلاغ طاقم الطائرة ليتم تغيير مقاعدهم إذا لم يكونوا قادرين على القيام بواحد أو أكثر من هذه المهام. كل هذا يجعل بعض الحجاج يكونون أثناء الطيران في حالة نفسية غير عادية بحيث يشعرون ب: التوتر العصبي. القلق النفسي المعاناة من أحد أنواع الرهاب والخوف. كل هذه الحالات تؤدي بالحاح إلى سرعة التنفس بحيث يشعر وكأنه يختنق نتيجة شعوره بضيق في التنفس، وهذه النتيجة طبيعية بسبب إعطاء الدماغ أوامره للعضلات الصدرية المساعدة لعملية التنفس والحجاب الحاجز بإبطاء نشاطها وذلك لعدم حاجة الجسم إلى مزيد من الأكسجين المتوفر بكثرة في الدم نتيجة الزيادة المفرطة في التنفس. من بين أعراض فرط التنفس عند الحاج أثناء ركوبه في الطائرة نجد كذلك ٭ إحمرار الوجه ٭ دوار وفقدان التوازن ٭ تنميل ووخز في الأطراف ٭ زغللة في البصر وقد ينتهي الأمر بفقدان الوعي أحيانا. ٭ خفقان وزيادة نبضات القلب. لهذا كله وأثناء فحص الحاج لإعطائه الدفتر الصحي الذي تمنحه وزارة الصحة أقوم بما يلي: 1) طمأنة الحاج وإعطائه توضيحاً بسيطاً حول شعوره بهذه الأعراض. 2) أطلب من الحاج بأن يتنفس ببطء وأن يحاول حبس أنفاسه للحظات قليلة بعد كل زفير. 3) وأطلب من الحاج في بعض الأوقات أن يضع كيساً فارغاً ونظيفاً على أنفه وفمه ويتنفس داخل الكيس ببطء لعدة مرات وذلك من أجل تقليل نسبة الأكسجين الداخل إلى الرئتين ودفع الجسم للإستفادة ولإستعمال الأكسجين الموجود بوفرة كبيرة في الدم مما يؤدي إلى رجوعه لمعدّله الطّبيعي. 4) كما أطلب من الحاج أثناء سفره في الطائرة أن يتناول مشروباً منعشاً وغير منبه أو مشروب آخر ساخن ومهدئ. 5) أحاول قدر المستطاع طمأنة الحاج وإزالة قلقه بأسلوب جميل ومرح وملء فراغه كالدخول معه في حوار لطيف ينسيه همومه. ٭ كما أحذر الحاج من استعمال أجهزة تتوفر على الأكسجين والتي من الممكن أن تسبب له توقف التنفس تماما. بعد الفحص الطبي للحاج وقبل مغادرته للمركز الصحي الذي أعمل فيه أعطيه النصائح التالية ٭ أطلب منه أخذ قسط كاف من الراحة والنوم قبل السفر مباشرة. ٭ أذكره بالتخطيط مسبقا للوصول إلى محطة انطلاق السفر قبل الموعد المحدد بفترة معقولة وذلك تفاديا لوقوع أي تأخير في الطريق بحيث يجب عليه الوصول إلى المطار قبل ست ساعات من موعد الإقلاع حتى يستفيد من أخذ تلقيحه ضد فيروس «إيه إتْشْ وان إنْ وانْ» ٭ أثير انتباه الحاج إلى إجتناب المشروبات المنبهة والتدخين بكميات كبيرة قبل السفر لأنها من العوامل المساعدة جدّا على ازدياد التوتر والقلق واستبدالها بالمشروبات التي لها مفعول مهدئ كاللويزة والنعناع. ٭ بالنسبة للحجاج الذين يحسنون القراءة أرشدهم بالتزود بما يمكن أن يسليهم أثناء سفرهم لمدة ست ساعات في الجو كالصحف والمجلات وأجهزة سماع الموسيقى. ٭ بما أن الإنسان بصفته إجتماعي، أطلب من الحاج والحاجة أن يتجنّبا الوحدة والإنزواء، بعيدا عن بقية الركاب، لأنها من العوامل الرئيسية لنمو القلق والهواجس ومحاولة الإندماج معهم في جو مرح ولطيف. بقي أن أشير في الختام أن التخوف لحِقَ هذه السنة التلقيح ضد مرض يطلق عليه «انفلونزا الخنازير» ومن واجبي كطبيب أن أطلب من جميع الحجاج أن يستفيدوا من هذا التلقيح لأنهم سيضعون حاجزا لدخول الفيروس إلى أجسادهم وبالتالي انتشاره بين الناس. حفظ الله الجميع من كل مكروه ورافقت حجاجنا الميامين السلامة حتى يعودوا لأهلهم وذويهم بخير وعافية.